Khayr al-Dīn ibn Ilyās, Kitāb Falāḥ al-fallāḥ, ‘The Successful Farmer’.
(transcription of manuscript No. 894, King Saud University Library, Riyadh)



الباب العاشر

فى كيفية زرع الاشجار والخضروات والحبوب ببساتين المدينة ومكة (٣٥) المشرفة وما ينبغى ان يعتنى به فى نموها واصلاحها مرتبة على حروف المعجم اعلم ان الاشجار قسمان ما له ثمر ومالا ثمر له وحكمة ورقه انه زينة ووقاية لثمره من نكاية الشمس والهواء والحر والبرد والسموم وارتفاعها عن الثمار وتفرقها لتاخذ حظها من الشمس والنسيم فان النبات لا يزكو ولا ينمو الا ان يشمله ضوء الشمس وما تناثر ورقه عند بدو الثمر قليلا يجدب ماء الاشجار فتضعف قوتها والخضورات يطلق ويراد بها فى العرف ما يوكل مطبوخا كان او نيا وهو جمع خضرة قال المبرد فى كتاب المقتضب واما خضراوات بضم الخاء الجارى على السنة الناس يقال لا وجه له وقال بعضهم الصحيح فيه الخضرات جمع خضرة حرف الالف اترنج بضم الهمزة والراء وقد تحذف النون قال السيد كبريت رحمه الله شجره لا ينبت الا فى البلاد الحارة قلت المشاهد وجودها فى البلاد الباردة ايضا كجهة الرُوم والطائف ولك فى وجودها فى الطائف كلام من حيث ان القطر حار والبرد فيه ليس بذاتى قال السيد وشجرته تبقى نحو عشرين سنة وهو قليل النتاج بالمدينة الشريفة لعدم العناية به ومنه بالعقيق اشجار وبالعالية وقربان (٣٦) شجرات انتهى قال ابن وحشية فى الفلاحة النبطية وقد يقتلها مس الحائض لها وافلاحها يكون بالتعاهد لها بالكسح والتخفيف غير ما ثقل واستطال من اغصانها لو تغير من ورقها وان لا يترك حملها فيها بعد استوائه وممَا(؟) صابها نكاية من برد او حر او غيرها من العوارض فانه يزول عنها وان كان من حر شديد يرش الماء البارد على اغصَانها وورقها وان كان من برد يرش الماء الفاتر عليها وقد تزيل بخرء الحمام مخلوطا بتراب عفن مع زبل الحمام ويخلط جدا بالتعفين والتحريك وليرش عليها الماء فى مدة تعفينها ويُقلبا دائما حتى يعفنا وقد يضاف الى هذين من ورج الاترنج ويعفن معهما فاذا عفنت واستكمل ذلك وعلامته من لونها انها تسود فينبغى ان يقلب هذا العفن فى مكانه ويجعل اسفله اعلاه حتى يجففه الريح والهواء ثم يحفر فى اصلها ويطم من هذا العفن وقد يصب فى اصلها الدم المخلوط بالما المسخن فيقويها ويقرب فعله فيها من فعل التزبيل الذى وصفناه وربما ما نفعلها اكثر من منفعة التزبيل فى بعض الاحوال وكما يفسده مس الحائض كذلك الجنب واذا جعل رماد ورق يقطين تحت شجرة كثرت ثمرته وصلحت ولم يسقط منها شئ وتغرس فى شمس الدلو بزرا وتحويلا من اصله كالليمون واوتارا نحو ذراع وتدرك في شمس القوس (٣٧) ومن خواصه خواصه انه ينور فى كل شهر ويتلاحق فيكون فيه الحديث والقديم لكن لا يعقد الا مرة واحدة ومن اراد ان تبقى الاترجه فى شجرتها عاما كاملا فليطلها بالجص ومن دفنها فى الشعير بقيت زمنا طويلا ولا تقرب الجان موضعا فيه اترجه ومتى يخرج شجره بالكبريت تناثرا سفانح ويقال له فى العرف زبانخ وقت زرعه فى النصف الثانى من ايلول الى اخر تشرين الثانى وفيما بين ذلك وذلك فى اول الميزان الى نصف القوس ومن اراد جودته وقوته فليحوله بعد زرعه فانه يقوى بالتحويل وهو مما سبيله ان يزرع والقمر زائد الضوء فانه ينمو بذلك جدا حرف الباء :. الباذنجان يزرع بذرا وفى حفائر فى شمس الدلو والحوت ويزبل ويحول غذاء مالوف لغالب الطباع يطيب رائحة العرق ويذهب الصنان والسدد الذى من غيره ويسدد وهو حار يابس ينفع نزف الدم ويولد السودا ويسود البشرة ويفسد اللون ويفسد الصداع والتبور والرمد السوداوى والخيالات واكله بالخل يخفف ضرره قال ابن وحشية كيفية زرعه ان ياخذ باذنجان تسع ذلك البذر ويقور شحمها كله ويجعل البذر فيها ويوضع فى تلك فيخرج الباذنجان نبيلا كبارا ويزرع فى اخر الحوت واول الحمل انتهى ومن فوائده انه اذا (٣٨) شوى واكل نفع المعدة التى تعى الاكل وقد رايت خلاف ذلك فيما سبق وعلى الالسنة الباذنجان لما اكل له لا اصل له وكان بعض علماء المغرب يرجحه على حديث ماء زمزم والعهدة عليه ان ثبت النقل عنه البصل زراعته فى فصول الخريف وقالوا فى الخواص اذا زرعت البصل فلا تزرعه الا وانت خالى المعدة ولست بحاقن بزر ولا غيره فان زرعته وانت حاقن فسد البصل وان اردت ان تزرع بصلا يخرج خفيف الحرافة ناقصها طيب الطعم فازرعه اذا كان القمر زائد الضوء متصلا بالزهرة او مقارنا لها ليكثر بذلك ماؤه فتقل حرارته ومن ظريف خواصه انه لو لت الانسان بزره بالزيت ثم زرعه خرج له طعم يستطاب جدا وان لو لت بزره بعسل ثم زرع خرج حلوا ومن خواصه انه اذا زرعه زارع نثرا فيلقى بزره فى الارض الى خلف ولا ينظر اليه بعينه فانه يخرج البصل على هذا العمل كبارا اذا حول ويتروس بسرعة ولا يفسد الباطن ولا يصدع واذا حول غرسه فيكشف الذى يغرسه راسه ان كان مغطى فان ذلك يخرجه مكتسيا كله بالقسر كسوة سابقة وقد يضربه الصواعق الواقعة قريبا منه ولو على ثلاثة الاف خطوة وكثرة ظهور البرق والرعد والرياح الحارة وينبغى انه لا يجعل بزره على الارض (٣٩) ولا بزر الثوم ولا الكرات ولا الخردل بل يجعل فى اوانى ويعلق على الحيطان مخلوطة بيسير ملح عذب مسحوق ناعما وينبغى لزراعه وغراسه ان يعملوه وهم ياكلون التمر ليكون وضعهم له فى الارض وفى افواههم حلاوة فان هذه خاصية ظريفة تودى الى البصل طيب الطعم وتخفف حرافته وان جعل بالقرب من كل راس نواة تمر كان جيدا وكذلك ان زرع نثرا فليكن فى يد الزراع شى من تمر ويلوث كفه بتدفيق التمر ثم ياخذه بالكف الملوث فينثره ومما يزيل رائحته من الفم ان تمضع عليه فجلا او تسف سفة من دقيق الباقلا نيا او تاخذ شىئا من سلق فتسويه بنار لينه ثم تمضعه وتبلعه او يمضع شيئا من حب الكزبرة مقلوة على النار قليا خفيفا او تمضع شيئا من الجبن الحريف العتيق قد شم النار او يمضع حمصا مقليا او زيتونا مشويا وهو ابلغها وكذلك يزيل رائحة الثوم من الفم مضع بزر الفجل مع ورقه الاخضر ويزيل رائحة الكرات من الفم اكل الكمون قبله وقد ورد حديث عن جعفر الصادق بن محمد عن ابيه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اذا دخلتم بلادا فكلوا من بصلها يطرد عنكم وبائها انتهى واذا قطر ماء البصل فى الاذن نفع ثقل السمع والطنين والماء الواقع فيها والمرة السائلة منها (٤٠) واكله نيا يفنق١٨ شهوة الطعام ويسكن الحشا وشمه يفتح مسام البدن ويحلل البخار ويدفع عن شارب المسهل الغثيان ومن كان مسافر فى ايام الحر فليشم له بصلة ولا ياكل منها سيئا فانها تدفع عنه ضرر ريح السموم وهو ينفع داء الثعلب اذا وقع فى اللحية او فى موضع اخر فيؤخذ بذر البصل ويسحق مع الكمون الاسود ويربيه فى الزيت الطيب ويدهن به مواضع داء الثعلب واذا اخذ بذره وسحق مع الملح وربى فى الخل وحط على الثاليل قطعها وماء البصل مع العسل والخل اذا كحل به عين الدابة اذهب البياض عنها واذا سحق دقاق حصا لبان وزيت فى ماء البصل ولزق منه بقطنة او خرقة على الانف قطع الرعاف وبذره مع بذر خص وبذر خشخاش اجزاء متساوية اذا وضع فى اى طعام توم اكله لوقته وورد فى الحديث الشريف من اكل من هاتين الشجرتين الخبيثتين فلا يقربن مسجدنا او مصلانا وهذا الحديث له اصل         
المطلق عليه فى العربيه التقريب وشهد الحديث بكونه خبيثا ومثله الكرات كما ورد به الحديث غير انه اخر الاخيرين(؟) حديثا وهو نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن اكل الكرات فلم ينتهوا ولم يجدوا من ذلك بداً الحديث وفى اواخره من اكلها فلا يغشانا فى مسجد انتهى وفى (٤١) تفسير البغوى ان المائدة التى نزلت من السماء على عيسى كان فيها سمكة مشوية ليس عليها شوك وعند راسها ملح وعند ذنبها خل ومن حولها انواع البقول ما خلا الكرات واذا خمسة ارغفة على واحد زيتون وعلى الاخر عسل وعلى الثالث سمن وعلى الرابع جبن وعلى الخامس قديد انتهى بقى ان يقال هل التنباك به المرتبة فى عدم دخول شاربها المسجد مادام يوجد منه ريحها من غير تكلم فى حرمته ولا فى حله اذ ذلك رتبة المجتهد والاصل التوقف وفيه نظر ولا اقول ذلك اعتراضا على شاربها بل بيانا للحكم بطريق المناسبة والا فهى بلية عمت وظهرت فى القرن العاشر وارّخه بعضهم بقوله مقتبسا من القران العظيم يوم تاتى السماء قال خلى عن الدخان اجبنى هل له فى كتابكم ايماء قلت ما فرض الكتاب بشئ ثم ارخت يوم تاتى السماء وعلى كل فالبصل من ادنى الاطعمة ولا ينبغى الاكثار منه فانه مضر بالعين لطيفة قال العلامة جمال الدين العصامى سالنى سائل عن قوله تعالى اتستبدلون الذى هو ادنى بالذى هو خير يعنى طلبهم بقولهم فادع لنا ربك يخرج لنا مما تنبت الارض من بقلها وقثائها وفومها وعدسها وبصلها لا يدل على انهم سالوه اكثر من مما سالوه اياه بدلا عما يسوقه اليهم من المنّ (٤٢) والسلوى بل قولهم لن نصبر على طعام واحد يدل على ان مطلوبهم تعدد الاطعمة وهو يابى ان يكون مطلوبهم الفداء من المن والسلوى وحصول ما سالوه منضما الى ما هم فيه اقوى منه فى صورة حصوله بلا انضمام الى ما هم فيه بل مع انعدامه فاجبت بعده باجوبة منها ان المحافظة على ظاهر الكلام متعينة بقدر الامكان ولاشك ان ظاهر الاستدلال انهم طلبوا ما سالوه بدلا عما عندهم فيلزم انهم سالوا ان يكون هذا بدلاً عن ذاك لكن الله عز وجل ما ذكره الله عنهم ولا يلزم من عدم الذكر عدم الوقوع اذ عدم الذكر ليس ذكراً للعدم كما هو الراجح فى الاصول انتهى قلت وربما لاح لك ان نجيب بان اكل البقل ونحوه وترك اكل المن والسلوى مع وجوده استبدال ظاهر ولا يغنى١٩ بالاستبدال الرفع تامل الباقلا قال فى اكثر الاختصاص اذا نقع قبل ان يزرع فى نطرون اسرع نباته والنظر الى نواره يورث الهم وضيق الصدر واذا سحق فى هاون رصاص وترك فى الشمس ايضا صار خضابا وقد اكثر من زرعه اهل البساتين وانت رايت ما فى النظر اليه من ضيق الصدر وسعة الكدورات البطيخ اول ما يزرع فى اوائل الحوت ويجعل فى يوم يكون القمر فيه فى برج الثور او برج السرطان (٤٣) او مقارنا احد السعدين فى اى برج كان فان البطيخ نبات قمرى وزرعه والقمر زائد النور هو الجيد ومثله فى الجودة ايضا ان يكون مسعودا فان زرع كذلك والقمر فى القوة والمقارنة للسعود كان اصلح وهذا المزروع فى هذا الوقت هو اول بطيخ يدرك فى الربيع ثم يزرع بعد هذا نوع اخر بخمسة عشر يوما فى اول نيسان ثم فى عشرين نوع اخر ثم فى اخر تموز الموافق للنصف الاول من الاسد وهو اكثر المنابت أفات تعرض له فمن لوازم خدمته ان يزرع فى حفائر لطاف تحفر له ويوخذ من بذره ما حملت اصبعان وراس الابهام ولتكن الارض التى يزرع فيها قد سقيت بالماء وتركت عشرة ايام او على مقدار ما قام فيها من الماء فليكن الترك لها قبل زرعه فيها فاذا بقى من الندا فيها بقيت متوسطة وهو بمقدار ما اذا حفرت الارض لم يكن طينا يَلتصق فيه الاصابع ويسقى بعد زرعه اربعة وعشرين ساعة سقية متوسطة ثم يترك الى ان ينبت ويطلع وينمو ويجعل له القصب الذى طوله ذراعان ويغوص فى الارض منه اربع اصابع اعنى من القصب لينبت به البطيخ فى نشوه وذهابه على الارض ومتى اريد زرعه فى ارض يابسة فان هذا لا يكون (٤٤) الا فى ارض مكة الغالب عليها الرمل فقد يجوز ان يزرع فيها وهى يابسة لكن الوجه فى زرع البطيخ فى مثل هذه ان يحفر فيها الحفائر ويجعل البزر فيها ويغطى بالتراب وينبغى ان يزرعه رجلان واحد يحفر والثانى يزرع والثالث يغطيه واذا فرغوا تركوه حتى يَمضى عليه ليلة وذلك ان سبيله ان يزرع فى اخر النهار الى ان لا يبقى من الضوء شئ فيترك ليلة فاذا كان قبل طلوع الشمس بساعة فليسق عليه الماء ولا يغمر بالماء فوق مواضع الحب بل يكون بمقدار ما يبلغ الى اخر الحفائر التى فيها البزور ويتركها شيئا يسيرا ويترك على هذه اربعة ايام ثم يسقى اخرى يعلو لما فوق الحب بمقدار ما يصلح ان يعلو بحسب ما يرى الفلاح وعلى مقدار الارض فاذا نبت فليجعل لما يزرع فى اذار ونسان وقيل ذلك فى شباط الاخصاص فاذا نبت وتمكن فى نباته فليدخل بالليل فيما بينه رجلان او ثلاثة معهم هوارى القصب وفيها النار تشعل كانهم يريدون ان يروا انسانا بتلك النار فلا يزالون فى ايديهم الهوارى من ناحية نبات البطيخ وهم مارون لا يلبثون فانهم اذا ذهبوا او جاؤا وداروا على ذلك مرارا كان ذلك منعشا للنبات (٤٥) ودافعا عنه كثيرا من الافات وخاصة الكلب المسمى كروسقنا فانها دودة سمحة الخلقة متوسطه اذا علقت بالبطيخ كانت اسرع فيه من القمل واهلك فانه اذا علق بجانب من القراح اهلك جميع ما فيه من البطيخ فينبغى ان يبادر الفلاحون بلقط ما فيه من البطيخ فانه ياكله وقت ظهوره اذا نبت البطيخ وهو انما يتولد من رطوبة حب البطيخ ويزرع كما وصفنا فى حفائر الا الفم الاول منه فانه يزرع نثرا متفرقا ويغطى بالتراب تغطية كثيرة حتى يثبت التراب لكثرته فوقه اذا سقى ثم يسقى بعد ساعة من زرعه سقية متوسطة فاذا كان من الغد مثل ذلك الوقت فليتحرا فاذا جاوز الوقت بساعتين او ثلاثه فليسق للسقية الثانية ثم يترك اربعة ايام ثم يسقى سقية اروى من السقيتين الاوليين ثم يسقى على العادة وهذا عام لجميع أنواع البطيخ اعنى هذا التدبير من السقى والزرع قبله الا الفم الاول وهو البطيخ اللطاف وهو اول بطيخ يظهر فى اقليم بابل فى اخر نيسان ومن اول ايار فانه يخالف غيره وهذا الفم الاول اذا زرع فانه يزرع (٤٦) فى وقت بارد وهو فى نفسه ضعيف فسبيله ان يضرب حوله الاخصاص ويغطى بالبوارى ليوقيه من برد الزمان وهكذا يعمل بغيره مما يزرع فى الحر لتقيه البوارى من الحر فاذا نبت هذا وصار على ثمانية اوراق والى عشر فليشيل (؟)٢٠ منه من الطاقات ما كان رقيقا ضعيفا فيسر بعد سقى الماء سقيا كثيرا جدا فيحول ويغرس ويترك ما كان طاقا قويا حتى ينشأ فى موضعه فانه اذا ترك نمى وكبر فهكذا يعمل بالفم الاول من البطيخ فاما الزروع بعده فانه يحول كله ويغرس غرسا ولا ينبغى ان يقلع ثم يوضع فى موضع ثم يغرس كغرس الارز فى وقت القلع بلا تاخر لحظه فان اخر بطل بل يبادر قالعه فيغرسه فى موضع مغرسه او يدفعه لآخر ويغرسه للوقت فى موضع اخر ويرسل الماء فى اصوله ومن الناس من يوقف الماء فى مجاريه بالغاً الى دون موضع يغرس البطيخ بثلاثة اصابع او اصبعين ثم يغرس المحول فى مثل هذا فاذا فرغ من غرسه تركه حتى يصل ندى الماء الى الاصول المغروسه فاذا كان من الغد فى مثل ذلك الوقت سقاه سقية واحدة جيدة فان هذا العمل جيد للبطيخ الا ان البطيخ لا يعمل به هكذا الا مرة واحدة وهو وقت زرعه فاما اذا سقى ثانية (٤٧) فليسق من الماء ما يبلغ الى اصوله فيقوم غرسه وتمام غرسه مذكور مع علله وافاته فى الفلاحة النبطية لابن وحشية ونقلت من كنز الاختصاص انك اذا اردت زرع البطيخ انقع لبه فى عسل مخلوطا بحليب البقر ثم ازرعه فانه ياتى فى غاية الحلاوة واذا دفنت فى مزرعته راس حمار دفع عنه الافات وزعم السحرة ان حب البطيخ اذا زرع منه شئ فى جمجمة انسان وغطى بالتراب ثم دفنت الجمجمة فى الارض وسقيت بالماء دائما على ما يسقى البطيخ يخرج من ذلك الحب اصل وان ذلك الاصل يحمل بطيخا من اكل منه لم يضره ولم ينفخه ولم يرطب معدته وزاد فى ذكائه وجودة فكره ومعرفته وان حب هذا البطيخ وقشره اذا جففا وطحنا وطلى بها الوجه حسنه واظهر فيه لونا حسنا واحدث فيه رونقا وبهاء وفيه خواص كثيرة نافعة وصارة٢١ يتصرف فيها السحرة بسحرهم فائدة عن كعب الاحبار انه سئل ما هذه الخطوط الدائرة التى على البطيخ قال ختم الله وموضع قطعها خطوطا فمن قطعها على غير خطها لعنته كذا فى تذكرة العلامة القاضى على ابن جارالله واذا اردت توقيد البطيخ فخذ بطيخة فسقها سواء واغرز فيها ازرار كافور واوقد (٤٨) الازرار فانها تقد وترى عجبا ومن عجيب التكوينات ان حب القثاء اذا زرع وصب عليه الخمر العتيق مع شعرة واحدة من الزعفران خرج منه البطيخ وان حب البطيخ اذا زرع فى الارض وسقى الماء المعتصر من القرع خرج منه القرع علم الانسان مالم يعلم والبطيخ العبدلاوى منسوب الى عبدالله بن ظاهر الامير المشهور قال ابن خلكان ونسبته اما لانه كان يستطيبه او لانه اول من زرعه كذا فى حاشية عبد القادر افندى البغدادى ومن الطف فوائد البطيخ الاصفر انك اذا جَففت قشره فى الظل ثم سحقته ونخلته وحفظته عندك الى وقت الحاجة فانك اذا اخذت لحم بقر او جمل او نعجة وخفت انه لا يستوى تاخذ من القشر المذكور مثقالا وتضعه فى صرة فى خرقة رقيقة وتربطها بخيط وتقطع راس الصرة وترميها فى القدر ويغلى على اللحم غلية والثانية يصير اللحم فى غاية الاستواء ولا يشم منه زفرة وتصير رائحته كالمسكر واقشر البطيخ الاخضر فانه اذا جفف فى الظل وسحق ناعما واستعمله صاحب عسر البول مثقالين فى شراب جلاب فى الحمام فى المغطس نزل البول منه قبل طلوعه من المغطس باذن الله تعالى ومثله قشر البيض اذا سحق (٤٩) منه ثلاثه دراهم واضيف اليه اوقية سكر ابيض واستعمله ثلاثة ايام متوالية على الريق اذهب عسر البول باذن الله تعالى فائدة ذكر العلامة الشيخ يس الحمصى فى حاشيته على ام البراهين للعلامة السنوسى وفى عنوان الدراية فى ترجمة ابى مدين ان الامام احمد بن حنبل رحمه الله تعالى ونفع بعلومه كان لا ياكل البطيخ لانه لم يبلغه كيف كان النبى صلى الله عليه وسلم ياكله هل اكهله٢٢بقشره او بغير قشره وهل تناوله قطعا او بالفم وذكر بعض المشايخ انه ثبت عن النبى صلى الله عليه وسلم انه كان ياكل القطعة من ناحية اليمين حتى يصل الى النصف ويقلبها الى ان يصل الموضع الذى وصل اليه ولا ياكل القشر حرف التاء ::: التفاح قال ابن وحشية من اراد زرعه فيستخرج حبه من جوف التفاحة البالغة فى شجرتها ويتركه حتى يجف فى موضع بارد الريح فاذا كان النصف من شباط وهو اوائل فصل الحوت وربما عمل فى اول شباط زرع ذلك الحب فى حفائر صغار ورش على التراب الذى فوقه رشا واعيد عليه الرش حتى يعلم الفاعل لذلك ان رطوبة الماء وصلت لحب التفاح جوف الارض يفعل به هكذا حتى ينبت فاذا طلع من الارض يسقى حينئذ كما تسقى المنابت كلها الا انه يكون سقيا خفيفا ومتوسطا فاذا (٥٠) علا وصار ارفع من ذراع الى زيادة نصف ذراع فليزد من الماء فى السقى على مقدار ما وصفنا فى غيره من الشجر الى ان يتم نشؤه وينبغى زرعه والقمر زائد الضوء فانه نعم العون على نباته وقد يعين على ذلك التزبيل باخثا البقر مخلوطا بورق التفاح وان امكن بشئ من حمله وان خلط بهما شئ من لوز حلو او مرا وورقهما تعفن هذه بعضا ببعض ثم تجفف وتنشر اصول التفاح ويدفن هذا الزبل فى اصولها عند اول غرسها لاخر امرها ومتى حصل لشجر التفاح عارض نقص حمله او غيّر شيئا من احواله فدواؤه العام لجميع انواعه ان يقصد الفلاحون الى قشر اللوز او القشر مع اللوز فهو اجود والورق او جميع هذه على مقدار ما يمكن فيسحق ناعما ويخلط مع اخثاء البقر الرطب ورطوبته منه كما ينطله البقر لا يرطبط(؟) بشئ غير رطوبته ويلطخ به سوق شجر التفاح وما غلط من اغصَانه فان هذا يزيل امراضه كلها ويكون غرسه قضبان بعروقها بزبل بقر خلط بورقه الارض الحرشة والسودا الكثيرة الرطوبة وقيل يقلع باصوله وترابه بحيث لا يتحلل منه شئ ويزال عنه الرمل فانه يهلك اذا كثر عليه فيقرس٢٣ فى شمس الدلو ويدرك فى شمس السرطان مع طلوع الشعرى واذا صب فى اصوله بول انسان (٥١) احمر وامراة برئت الشجرة من سائر امراض الشجر واذا اردت ان يبقى ثمرها مدة طويلة فلفه فى ورق الجوزا او رق واجعله تحت الارض او فى الطين ويكون متصلا بجزء من غصنه الملتف به قبل قطعه عنه واذا تناثر ثمره يعلق فى اغصانه صحيفة رصاص وتدلى بحيث تكون على شبر من الارض فاذا خرجت الثمرة وعظمت نزعت وذلك مما يحفظ ورقها وزهرها ويكثر بالخاصية ثمرها ومتى طرحت زهرها تسقى الخمر ويصب فى اصلها والحامض منه بارد يابس وكله يولد خلطا بلغميا يوافق المحرورين ويورث النسيان ويبلد ويكسل وحامضه اقوى فعلا فى ذلك وما بلغ فى غير شجره ينشا عنه حمّا متطاوله وشمه ينفع المعسور ويحدث اوجاعا فى العصب واختلالا وقشره ردئ كثير الضرر وشم زهره يقوى الدماغ وقال فى التذكره شمه واكله يقوى القلب ويضعف المعدة وورقه الطرى اذا حرق ووضع على موضع الوشام ازاله التوت اكثر ما يتخذ غرسا وتحويلا واجود ما ثبت منه ما اكله بعض الطيور وزرقه على اطراف الانهار فينبت من البزر الكائن فى زرقه والتوت يوافقه الماء جدا موافقة كثيرة وليس له زبل مخصوص بل جميع الازبال على اختلافها موافقة (٥٢) له ينمو عليها ويحسن وهو محتاج الى التسبيخ دائما مرتين فى السنة وغرسه يكون فى اخر شباط الى اخر اذار يعنى من اثناء فصل الحوت الى اخر الحمل وتغرس اصوله بعروقها وقضبانها قال السيد كبريت انه يزرع فى شمس الدلو والحوت وتغرس اصوله بقضبانها وعروقها فيحفر له حفرة ويؤخذ من قضبانه ويفسخ بغير حديد ويغرس اوتادا كالتين والرمان واذا نبتت عروقه حول وحلوه حار رطب يطلق وحامضه بارد يابس يقبض ويمنع صب المواد الى الاعضاء والورم الحار فى الحنك واللسان ويغرغر بمائه لذلك ويطبخ قشره وورقه يمنع وجع الاسنان مضمضة قلع طبعه يوخذ من ورقه الاخضر ويعصر بعد دقه على موضع الطبع ثم يفرك وكلما قل ماء الورق عصر عليه ورق اخر حتى يزول ومن المشهور للخوانيق ان يترغرغ برب التوت مع خرء الكلب يسكن لساعته باذن الله تعالى واحسن منه لوجع الرقبه ان يكتب فى فنجان ويشرب لوجع الرقبة مطلقا قوله تعالى ربنا امتنا اثنتين واحييتنا اثنتين فاعترفنا بذنوبنا فهل الى خروج من سبيل التين قد يتخذ زرعا وغرسا والغرس هو الاصل فمن اراد زرعه فلينظر اصلا من التين السمين (٥٣) الكبار فى شجرته لا يقطعها حتى يتم نضجها فاذا تم فلياخذ مقدار ما يريد زرعه من تلك التينات التى قد يبست وتنقع فى لبن من شاة فتية او فى لبن امراة وهو اجود الى ان يحمض اللبن او يتغير ويكون ذلك فى اوائل الحوت ويزرع التين فى كل حفيرة تينة فى العشر الاول من شباط الى عشر تخلو من نيسان وذلك من ثانى الحوت الى اواسط الثور ويغطى بالتراب تغطية قليلة الى ان ينبت فاذا صار على مقدار ذراع طولا فليحول ولا يترك ويزىد٢٤ بلا تغيير بل ينبش اصوله باخثاء البقر مخلوطا برماد خسب٢٥ التوت وخشب الورد ويطم فوقه تراب من تراب البقعة التى هو فيها فانه ينمو وبعضهم يزرعه كذلك الا انه لا ينقع التين فى شئ بل يزرعونه على وجهه ويقولون ان غير ذلك يضره ولا ينفعه ويزبلوه من اول زرعه الى اخره باخثاء البقر مخلوطا بورق القرع معفنين وقيل فى غرس التين انه ما حول منه فلم يفلح فيكون تحويله من الموضع الذى لم يفلح فيه الى غيره ويتعهده بالسقى والتزبيل فى اصوله قال السيد كبريت وجدت نبش اصول التين دائما من انفع شئ له وان يبدل له التراب فى اصوله بان تحفر اصوله ويذهب (٥٤) ذلك التراب الذى حفر ويجعل فى غيره مكانه من التراب الذى فى تلك البقعة الا انه يجعل غير ذلك التراب الذى كان فى اصله ويوافق شعاع الشمس لا القمر فانه يضره وتوافقه الارض الرخوة وكثرة الماء فى اول مرة فاذا كبر ضره كثرة الماء ويحتاج الى التسبيخ وقت تسبيخ الشجر كما يحتاج اليه سائر الشجر ʘ وله خواص فمنها انه يعقد اللبن اما ان يجعل لبنه ويحرك بعود من التين تحريكا دائما فانه ينعقد واما انه يؤخذ من حمل التين التينة التى جفت فى شجرتها فتسحق ناعما حتى تصير كالذرور ثم تدر على اللبن ويترك بموضع يناله الهواء فانه ينعقد بذلك عقدا جيدا وليترك فى كل انية الا الزجاج والمسن ومثله فى تجميد اللبن اذا وضع فيه شئ من الحصرم او القرطم او الخل او الخمر ومنها انه ان القى فى قدر يطبخ فيه اللحم من عيدانه جافة او رطبة عدة عيدان اسرع بطبخ اللحم وان اخذ انسان ا من التين البالغ فى شجره فالقى منه ثلاثة فى قدر يغلى انضج ما فيها وهراه وان نقع ثلاث تينات فى زيت يوما وليلة ثم القاه فى قدر فيها لحم له سهوكة التقط مسهوكتها اى رائحتها المنتن وان اوقد خشب التين وهو رطب تحت اناء فيه شئ محتاج صاحبه الى سرعة انضاجه (٥٥) انضجه فى سرعة وقال السيد كبريت التين يغرس قضبانا واصولا وهو اسرع وينقع فى ماء وملح يوما ثم يجعل معه زبل بقر ويغرس فان شجره طيب وثمره يفخر وتوافقه الارض الرخوة والماء الكثير من اول غرسه والارض البته والرقيقة واما اليابسة فتضره واذا اكل منه الطير وزرق تحته افلح واذا غسلت شجرة التين بالماء الحار هلكت ودخان التين يهرب منه البعوض والبق وعصارة ورقه تقلع اثار الوشم ويلطخ لبنه على الدمل فينضج ويقطر على التواليل فيقطعها وعلى الجراحات التى عليها اللحم الفاسد فينقيها وشجره اذا غرس بقرب الكرم فى البلاد الحارة اضر الكرم ومن اغرب ما ذكروه انه من اراد ان يصير التين اليابس تينا اخضر فلياخذ تينا يابسا وليحش فيه عسلا قد خلط بقليل من الزعْفران ثم يجعل على نار قدرا فيها ماء ويجعل على راس القدر غربالا ويضع التين فوق الغربال حتى يطلع بخار الماء اليه مقدار ثلاث ساعات ثم يجعله فى طبق ويغطيه يوما ويفتحه يجده كانه الان قطف من الشجر حرف الجيم ʘ الجوز وقت زرعه من اول اذار الى اول نسيان٢٦ وهو من عاشر برج الحوت الى عشرى برج الحمل وكذلك غرسها (٥٦) غرسها يصح فى هذا الوقت وفيما بعده يفسد وقبله قليلا وقل ما يعرض له من الادواء شئ ومتى عرض له عارض فعلامته اصفرار ورقه وصفرة ثمره ايضا فدواه من جميع الامراض ان يسقى الماء الحار ويرش على ورقه واغصانه منه وان يسقى ويصب فى اصله مع الدم اىّ دم كان واوفق الدماء دم الجمال وان خالط الدم الماء الحار وصب فى اصوله انفعه ومن منافعه انه يزيل اكثر الرائحة الكريهة من الفم وان كان البخر من الراس ازاله واذا القى مع اللحم المتغير فى الطبخ اذهب سكوهة اللحم كلها واذا القى فى البطيخ سهوا ملح كثير وافسد الطعام فلياخذ لب الجوز ويدق منه شئ ويخلط بعسل ويلقى فى القدر فان الملوحة يذهب اكثرها وورقه الرطب واطراف اغصانه اذا اكلها من يعتاده صداع من بلغم سكنه سرعة وشجره لا يزبل بل الازبال كلها تضره بل يحتاج اذا اتخذ فى البساتين الى ان ينشّ اصله بعد ايام ويترك منبوشا يوما او يومين ثم يطم بترابه ليعود كما كان وقد ياخذ بعض الناس اوانى صغار ويعمدون الى عروق شجره فيشرطون منها غلاظ عروقها من جهة اطراف العروق يدخلون من الطرف المشروط من ذلك الاوانى ويحكمون شد راسه ويتركونه فيرشح من عروق الشجر رشح يجتمع فى ذلك الاناء ماء (٥٧) عروقه الشجر فيوخذ ذلك الماء فيدهَن به الشعر فانه يسوده سوادا باقيا مدة طويلة لا ينسلخ ومن اراد ان يزرعه زرعا فلياخذ من جوزتين الى خمس جوزات فيحفر لها فى ارض ندية ولتكن ايضا صلبة نقية سليمة من الطعوم الرديئة ثم يطم عليها التراب ويسقيه الماء قليلا قليلا فانه ينبت ويترك مكانه حتى ينشو فان نشا حسنا واكل لب ثمرتها يسهر والنوم فى ظلها منوم نوما حسنا قال السيد كبريت واذا اريد زرعه فلياخذ جوزتان الى خمس فتدفن فى حفرة ندية صلبة الارض نقيّة سليمة من الطعوم الرديئة وتسقى قليلا قليلا فتنبت وان نقعت فى بول طفل كان اجود ويتعهد برماد الحمام كل عام ومن خواصه ان كل شجرة غرست بقربه تموت لان له نفسا حارا الا التين ولا يقبل تطعيما ولا تركيبا ولا يكون الا فيما زاد عرضه على ميله ويقال انه نبت فى بعض حدائق قبا ثم هلك ويغرس فى شمس الميزان ويحول الى اخر الدلو فيسقى وينجب ويثمر بعد ثلاث سنين وتبقى شجرته نحو مائة عام يابس وقيل رطب لا يناسب اهل الحجاز كثر اكله يورث ثقل اللسان والعتيق اردى والمتغير سم يداوى اكله بالقى والحوامض يسكن المغص ويزيل تشيخ (٥٨) الوجه ضمادا اذا دق مع النحاس فتته وكذا اذا دلك به واذا اراد انسان يفتت قشر الجوز باليد توخذ جوزة وتترك فى بول صبى غير مدرك خمسة ايام ثم تبرز وينثر عليها الرماد واذا ثقبت الجوزة والقيتها فى الجدر الذى انتن من الدخان التقطت النتن منها ولو القيت الجوزة فى الزيت لم تتغير ولو بقيت سنة ويداوى مضغه الضرس الطارى على الانسان من اكل نحو حامض ومثله فى ذلك البقله والبندق واللوز كذلك وانفع من ذلك الملح المدقوق الجميز هو التين الاحمر يدرك فى شمس الحمل الى الميزان لأنه يحمل فى السنة اربع مرات وقيل سبعة ولا ينضج حتى يقطع من راسه استداره ويدهن بالزيت كالتين تعجيلا لاستوائه وينبغى ان يغرس بالقرب من البئر والبرك والقنطرة فانه من الاسباب القوية لخرابها وبالجملة غرس غيره بالمدينة اولى منه فان فائدته الظل وهو حاصل بالسدر الذى هو احسن وايمن كذا نقله السيد كبريت...
حرف الحاء ʘ الحناء يغرس فى شمس الدلو اوتادا واصولا ورقه خضاب احمر يزيل اللهيب ويصلب الجلد الرقيق وفى المحيط نبت يزرع ولا يوجد بغير الماء ولا يوجد الا فى الاقليم الثانى والثالث ومنها (٥٩) يحمل الى باقى الاقاليم ورقه كورق الزيتون ويدرك فى شمس الميزان ورقه الحنا وزهره الفاغية حار يابس فى الثانية اذا خضب به اليد اشتدت حمرة البول بعد عشر درج يطرد الحرارة وماؤه يذهب اليرقان والطحال ويلحم الجراح وفى الحديث سيد ريحان اهل الجنة الحنا والمراد ثمره كذا فى تاليف السيد كبريت وقال ابن وحشية فى الفلاحة النبطية شجر الحنا فيه موافقة للعصب بينة حتى انه اذا ضمد بورقها العصب سكن جميع اوجاعه وازال امراضه واذا شرب انسان من بزر الحنا وزن مثقال مع وزن ثلاثة مثاقيل ماء العسل أو لعقه مسحوقا بالعسل نفع الدماغ منفعة بليغه وقواه ونزال عنه الامراض الرديئة من الحرارة وان كان استولى على الدماغ يبس فانه يرطبه ويمحو عنه ضرر اليبس ويكون ابلغ من استنشاق الدهن ومتى عرض فى اى موضع من البدن فنشف ويبس فيطلى عليه الحنا فيزيل ذلك اليبس عنه وبذرها اسود لطاف طيب الرائحة ومن الغريب ما نقله الفاكهى فى تذكرته ان جمع الحنا حنات على غير قياس نقله السهيلي فى الروض ثم قال وهى عندى لغة فى الحنا لا جمع له انتهى واغرب منه ما ذكره الشيخ على بن جارالله عن جامع الاسانيد ان رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يعجبه (٦٠) الفاغية قال ابن جرير الطبرى والفاغية ما انبتت الصحراء من الازهار الطيبة الرائحة التي لا تؤكل الحنطة ينبغى ان يكون اول زرعها فى ايام تبقى من ايلول الى اخر الشتا وان الاخير منها يلحق الاول اذا حمى الزمان قليلا وذلك اى باقى ايلول من نصف الميزان الى الحوت وما زرع منها فى تشرين اول الى اخره يعنى من نصف الميزان الى ما بعد نصف القوس يكون خصبا قويا وقد راى صفريت ان اجود زرع الحنطة وجميع الحبوب المقتاتة فى الشتاء ومن الغلات الشتوية ان يكون جميعه بعد مطرة واحدة قال فان هذا ينبت سريعا ويفلح جدا فاذا زرعت فى الارض الموافقة لها وقد تقدمت مطرة واحدة وابتلت الارض بها قبلت الحب قبولا جيدا محمودا واما المواضع التى هى ابرد فينبغى ان يبدا زرعها من اواخر الدلو الى الاعتدال الربيعى ويجب ان يزرع الشعير من الاعتدال الخريفى وان يبدو بزرع الحنطة من اول العقرب الى نصف القوس ففيه يكون ما يزرع قويا صحيحا مخصبا وان كان وقت زرع الحنطة من اخر ايسلول٢٧ ينبغى ان يمسكوا فيه عن زرع الحنطة والشعير خاصة فان لذلك علة موجبة وهو اليوم الحادى والعشرون من كانون (٦١) الثاني الى اخر الموافق للحادى عشر من الدلو الى اثنين وعشرين منه ففى هذه الاحد عشر يوما لا ينبغى ان يزرع حنطة ولا شعيرًا قال ادم عليه السلام اجتنبوا جهدكم زرع الحنطة وبذرها يوم مهب ريح شمالية قوية باردية فان الارض حينئذ يحدث فيها تقبض شديد وتصير كالانسان المقسر البدن المنتفض من البرد فلا تكاد الارض تقبل فى ذلك الوقت البذرَ قبولا هو سبب جودة النبات وخاصة ان يكون مع البرد غيم والايام الدافئة فى الشتا فى ايام الزرع هى المحمودة لبذرها وان اتفق يوم تهب الريح فيه جنوبية يكون ذلك سبب الدوا فهذا احمد الاوقات لزرع الحنطة فان الارض حينئذ تكون اقبل للزرع والصق بالحب ويكون ابتلال الحب بالماء اسرع ويحدث للارض فى يوم الجنوب فى صميم الشتا شئ يشبه الانتفاخ والانتشار فى تربتها فتغوص الحبة بذلك التخلل الا انه لا يظهر للحب فتتمكن العروق فى الارض وتقوى سنبلتها واجتهد ان يكون زرعك الحنطة والشعير والقمر زائد النور وكذا جميع أصناف (٦٢) المنابت صغارها وكبارها وينبغى ان يخالف اوقات زرع الحنطة فاجعل بعضه فى اول وقت من اوقات زرعها وبعضه فى وسط الوقت وبعضه فى اخره ليكون بعضه مبكرا والبعض الاخر متوسطا وبعضه فى اخر الوقت فان هذا فيه الاحتياط وتوقيا من حدوث الافات السماوية واعلم ان تغطية الشعير والحنطة بايدى الناس اصلح من تغطية البقر فى حال الحرث والتغطية بالبقر اصلح من تركها فاذا ابتلت الحبة وابتدات تنبت وطلع منها اول طالع الى فوق واول طالع الى اسفل ينبغى ان امكن ان ينبش حولها وتحرك فانه لو امكن الناس تحريك الحب كله الحنطة والشعير خاصة بعد انباتها لكان فيه منفعة عظيمة للحب ولكن فيه صعوبة فليعمل منه بحسب الامكان وان كشف الماء شيئا من عرق الحب ضربه فى الارض عرقا ينبغى ان يتعاهد بالتغطية ويجتهد الا يبقى شئ مكشوف واعلم انه قد يحتال حتى يبكر حب الحنطة والشعير حتى تصير كالنوى كبارا وذلك بان يتكرر على حب الحنطة والشعير ان يزرع فى ارض مراجه مبوره على صفة الموافقة المحمودة لحب حب ثم اذا زرعت فى ارض مراجه جوهرها مثل جوهر تلك الارض بعينها وطبعها فاذا حصدت وزرعت ثالثة (٦٣) فى ارض مبوره طبعها وطعمها وجوهرها مثل تلك الاضين التى تزرع تلك الحبة فيها فان هذا اذا تكرر هكذا على حب من هذه الحبوب اثنى عشر مرة خرج كالنوى وينبغى ان يخلط مع الحبوب قبل زرعها شئ من قرون الغنم مبرودة بالمبارد الخشنة وان برد العاج الذى هو من عظم الفيل وكذا عظم البقر ودقها بالهاوون وخلط ذلك بالحبوب قبل زرعها خصبت وزاد ريعها وان خلط بها زبل الفار والخفاش حفظها من كثير من الطائر الذى يقصد لقطها من الارض وهذه كلها تخلط بها اولا ثم تزرع معها وان دققت قرن زبل وخلطته بالحبوب ايها كانت وبذرتها طرد عنها الهوام التى تطلب قصدها وان دققت المرتك وخلطته بالحبوب للزرع ما حالت عليه سنة واحدة فانه يكون قويا فى النبات وما مضى عليه سنتان اضعف منه واما ما حال عليه ثلاث سنين فردئ قال صفريت ينبغى ان يرش على الحبوب المزروعة كلها الخمس الذى مضى عليه سنة فبذلك قلما يعرض له من الافات شئ قال وكذلك عكس الزيت مخلطا بالماء العذب وتضرب فى فينيته ضربا جيدا وان كان الماء القراح سخنا فهو جيد ثم يرش على الحب قبل زرعه فان هذا حفظ له وانفع لكن ينبغى ان يرش عليه ذلك رشا خفيفا لا يكثر عليه منه قال وان عطيت٢٨ الحبوب كلها بجلد الضبع وترك (٦٤) مغطيا به ثلاثين يوما يكون اوله اليوم الثالث من الشهر الى الرابع من الشهر الداخل حتى تقبل البزور قوة الجلد فان لهذا الحيوان اعنى الضبع قوة عظيمة طبيعية يدفع بها اكثر الضرر العارض للبزور قال واعجب ما فى ذلك ان توتى البزور من الافات السماوية وآفات الهواء وهبوب الريح وذكر ان القدما وهو ايضا جرب ذلك معهم قال قوثاى جربناه فوجدناه صحيحا ومما جربناه لطرد الطائر كله عن الزرع فلا يقربه ان يؤخذ غراب او فاخته او شقراق او عدة عصافير ثلاثه او اربعة فتذبح وتعلق برجلها على قصب يركزها فى مواضع من المزرعة على كل قصبة عصفورا او علقها على خيط ممدود من قصبة الى قصبة اخرى حتى اذا هبت الريح حركت الطيور المعلقة بارجلها فانه لا يقرب ذلك الموضع طائر وان اخذت من بذر السنوبر والخردل والحرف والحلتيت بالسوية فدققتها ناعما ثم خلطتها بخل حامض ونقعتها فى الخل يوما وليلة ثم صببتها فى الماء الجارى الى اصول الزرع فعل هذا فى السقية الثانية او من عدم يوم زرعها فان جميع الهوام الطائر والذئب لا يقرب ذلك باذن الله تعالى واذا اردت اختبار الحنطة هل فسدت ام لا فتصلح للزراعه فخذ من الحنطة شيئا فغربله وزن معه عشرين (٦٥) رطلا ثم اطحنه واخبزه فان وزن الخبز سبعة عشر رطلا فالحنطة سليمة وان جاءت ستة عشر رطلا فقد بدا فى الفساد وان جاءت خمسه عشر رطلا فهى فاسدة لا محالة واما الشعير اذا ابتدا فى الفساد حال لونه من اللون الطبيعى الذى هو صفره فان ضربت مع الصفرة الى شئ مر٢٩ لون الفستق فقد فسد وهذا اللون الفستقى دليل على ان الفساد قد ابتدا وقوعه فيه واجوده الحديث البالغ الرزين والقديم ردئ جدا وهو بارد يابس وفى الصيف يسكن غليان الدم والتهاب الصفرا والعطش ويهزل ويسمن الخيل خاصة مقشور والحمص اذا طبخ مع نصْفه من بذر الخشخاش ويشرب قطع الصداع الحاد الصفراوى وان اضيف الى ذلك القرطم اسهل البلغم اللزج وسوبقه٣٠ يقطع الالتهاب والحمى المعطشه وطبيخه مع العناب والتين والسبستان يحل السعال مجرب واوجاع الصدر ومن اغرب ما وقفت عليه فى كتاب كنز الاختصاص المنسوب لجابر الجلدكى ان الحنطة لما بذرها ادم عليه السلام امر حواء ان لا تبذر شيئا فكان هو يبذر وهى خلفه تغافله وتبذر قليلا قليلا فالذى بذرته كان شعيرا والذى بذره كان قمحا انتهى ومن فوائد الشعير (٦٦) انه اذا اخذ نباته قبل ان يسنبل مقدار اوقيتين وجعل فى كوز وجعل عليه قدره شبًا ودفن٣١ فى الزبل فانه خضاب اسود وللشعر مجرب ومثله فى ذلك القرنفل اذا خلط بالحنا وقال ابن سينا فى القانون ان الانسان الكثير الرطوبه اذا شرب من الزاج كل يوم زنه درهم ثلاثه ايام ويكون المزاج بلغمى فان شعر شيبه ينبت فى موضعه الشعر الاسود وكذا من اخذ حنظله وقورها وملاها دهن زيبق وهو الياسمين مع ان المشهور غيره كما فى القاموس وسدها بعجين ولطخ به ظاهرها ووضعها على نار لينه حتى تغلى فان هذا الدهن يسود السعر٣٢ ويمنع الشيب والبياض ثم لا باس بذكر قانون فى الحصاد فنقول اعلم ان الصواب المبادرة بحصاد الشعير فانه ليس كالحنطة فان الحنطة ان اخر حصادها لم يضرها شيئ وتاخير حصاد الشعير يضره وتصفر حبته ومتى اخرت الحنطة فى سنبلها زمانا طويلا بعد الحصاد اضرتها ايضا اذا طالت المدة واما وقت الحصاد فيجب ان يكون وقت السحر ثم الى اول ساعة من النهار اعنى مدة مضيها وينبغى ان يجمع بعد التصفية والتدرية جمعا جيدا (٦٧) ولا يترك منتشرا تضربه الرياح وينبغى ان ينقل من المواضع التى يجمع فيها ويدخر فى البيادر قبل طلوع الشمس ما امكن فانه يحفظها من الفساد وينبغى ان تكون التدرية فى يوم ريح الشمال فانه اصلح وينبغى ان يغنوا وقت عملهم ويرفعوا اصواتهم بالحان مليحة فان لهذا خصية تودى الى شئ نافع فى نفوس الصناع فيودى الى معاد فى الحب المحصود بشئ حسن فيه فوائد لا تظهر فى الحب وتخفت٣٣ نقل العمال وينبغى ان يتباعد من يريد التدرية عن البساتين والمزارع ويعمله فى الصحارى التى لا زرع فيها فان هذا التبن اشد ما يضر بالكروم اذا وقع عليها فان ضرره عظيم تتمة حيث ذكرنا الحنطة وفلاحتها فلا باس بذكر اطيب الخبر٣٤ المعمول منها تكميلا للفائدة فنقول الذ الخبر٣٥ واطيبه المتخذ من طحين الحنطة المغسولة اربع مرات او ثلاث مرار واخبرنى بعض المترفهين من العجم انه يغسل مرة ثم يدق ثم ينشف حتى يخرج جميع قشره ثم يطحن واذا عجن العجين فخلط عليه نطرون بدل الخميره كان انفع لانه ينشفه وينفخه ومتى عدم الخميره فخذ الزبيب وانقعه فى الماء العذب يوما وليلة فاذا اصبحت من اليوم الثانى اعصر الزبيب حتى يخرج قوته فى الماء جيدا واعجن الدقيق بالماء القراح واجعل من هذا اجزاء بمقدار (٦٨) ما تعلم ان طعمه يدور فى العجين وان جففت الحصرم وادخرته فاذا اردت عجن الدقيق انقع الحصرم المجفف يوما وليلة ثم اعصره من الغد فى الماء وامزج الذى يعجنون به العجين بيسير من هذا النقيع فانه يقوم مقام الخمير وابلغ لكن نقيع الزبيب اصلح ويكون طعم الخبز الذ ولونه احسن ومن اراد ان يخبز خبزا فى نهاية الطيب فليصب على الدقيق على كل رطل منه نصف درهم من دهن الجوز من دانق ونصف الى نصف درهم ويلت الدقيق به لتا جيدا حتى يغيب فيه ولا يرى ثم تعجنه بخميرة او بما وصفناه من الزبيب او الحصرم فان الخبز يكتسب من دهن الجوز لذة عجيبة واذا كنت بموضع ليس فيه خمير ولا ما وصفناه فخذ مقدار ما تريد من الملح كذلك العجين وشوبه الخل واتركه فى الشمس فى اناء فان الملح يخل فى الخل ويختلطان فاخلط ذلك الماء الذى يعجن به العجين ثم دثره فانه يسرع اختماره واهل الشام يعجنون فى اوانى نحاس ويدثرونها فتحمى فيسرع اليها الاختمار الا ان العجين يكتسب من النحاس طعمه واذا شم العجين ريح البطيخ او قرب منه او الموز او الاجاص او الخيار او تقربت منه حائض لم يختمر وان شم منه ريح اختمار فليس ذلك مختمرا حقيقة بل طبعه طبع الفطير ولو كان يجنب العجين زعفران (٦٩) ) تبلغ رائحته الى العجين اسرع وكذلك الحلتيت وان نقع السدروس٣٦ مع الخل فى الماء يوما وليلة ثم عجن به عجين اسرع اختماره واصلحه واطاب طعمه وان دفن تحت جفته العجين نوره وزرنيخ مخلوطين اسرع الاختمار واصلحه ومما يحفظ الدقيق من الفساد ويبقيه زمانا طويلا لا يتغير ان يوخذ داخل خشب السنوبر الدهنية فيدق ويجعل فى صرة برسيم ويدس فى الدقيق فانه يحفظه وربما عمل من الكمون والملح المسحوقين اقراص تعجن بخل ويجفف ثم تدس فى الدقيق فلا يتغير كذا فى الفلاحة النبطية لابن وحشية وذكروا ان الخميرة فيها سر عظيم من الاعمال المكوكية المكنونة وهو انه اذا اعتصر من النعناع جزء وسحق من الخردل مثله ومن الشب نصف عشر احدهما ومن الخمير مثل الجميع ثلاث مرات والكل بعشرة امثاله ماء حتى يرجع الى النصف ويصفى ويعقد بعَسل ويستعمل عند الحاجة هضم هضما لا يصبر معه عن الاكل ونقى المعدة من نكاية البلغم والحرافات واصلح الشاهدتين اصلاحا لا يعدله غيره وان اخذ على المعاجين المهيجة بلغها المنافع المطلوبة حرف الخاء:. الخطمى ذكر ابن وحشية فى كتاب الفلاحه ان النظر الى ورد الخطمى وهو على شجره يفرح النفس ويزيل الهم ويعين على طول القيام على الرجلين وينبغى ان يدور (٧٠) الانسان حول شجرة الخطمى وينظر الى وردها وورقها من كل جهاتها ساعة فان الانسان يلحقه بذلك الفرح والسرور وقوة النفس ويقال ان زهره اذا مسح براس ديك فانه لا يصيح البتة الخوخ قال السيد محمد كبريت هو كالمشمش فى جميع اموره لكن المشمش يطول بقاؤه والخوخ اكثر ما يحمل اربع سنين ثم ينقطع حمله كذا فى الفلاحة المصريه وفى المدنية يبقى عشرين سنة فما فوقها وهو سريع القبول لما يرد عليه من الحر والبرد ويزرع فى شمس الدلو والحوت حبا وتحويلا والتى حفرت اصلها فى العشرين من شمس القوس وبقيته وجعلت فيه قصب سكر وتركته خمسة ايام ثم سقيته فان شجرته تحمل حملا حلوا وكذالك يكون طعم نواه وورقه يقطع رائحه النورة من الجسد اذا سحق ووضع فى الدلوك مع ماء الليمون والسيرج ويقتل الدود الذى فى البطن اذا طليت به السره ويستخرج ماؤه عصرا وطبخا ويشرب فيزيل الغثيان ووجع القلب ويقتل دود الاذان اذا قطر فيها من عصارته ونواه اذا حك بالماء وطلى به الجبهه سكن الصداع الحاد ومثله ماء الورد اذا طلى به الجبهة او شمه سكن الالم فى الحال مجرب وكذلك ثمرة الحنا وهو اذا سحقت بماء الورد او بماء سحقا ناعما وطى٣٧ به الراس سكن الضربات فى الحال وكذلك (٧١) مداد الكاتب اذا طلى به موضع الصداع والشقيقة (حرف الدال) الدّبا هو القرع ويزرع فى شمس الحوت الى اخر الحمل ويكون زرعه فى حفاير صغار يجعل فى كل واحدة منهن حبات عدة من حبة الى اربع حبات فقط وان زاد على الاربعة او نقص عن الثلاثه جاز ومما يوافقه ويزيل عنه كل داء ان يصب فى اصوله الماء الحار الشديد الحرارة ويخلصه ان عرض له الداء المسمى الفدعيا وهو الا ينمو ولا يطول وذكر صغيره انه يزرع اربع مرار فى السنة فيفلح ويحمل اولها فيما ذكرناه وفيما قبل ذلك بايام قلايل والتانيه٣٨ فى نصف السنبلة الى نصف الميزان ودهنه ينفع من كل حرارة وصفته ان يوخذ القرع الكبار فيقشر ويدق ويعصر ماؤه ويؤخذ من مائه اربعة اجزاء ومن السيرج الطرى جزء وطبخ بنار لينة حتى يذهب الماء ويبقى الدهن (حرف الراء) الرّمان اما المزروع منه فيبقى ان يكون اخذ حبه الكبار الجاف وتنقى الحبة السمينة التى شكلها الى التدوير ثم يحفر بحافة المجرى حفاير صغار (٧٢) ويجعل فى كل حفرة من سبع الى اربعة عشر حبة فما بين ذلك ويبتدئ ذلك فى عشرى برج الدلو الى الثلث الاول من شمس الحوت وان زرع بعد هذا الوقت تنبت لكن لا يكون جيدا ويحتاج هذا الى السرقين كما ينبت ويعلو نحو شبر فليلق فى اسفله من بعر الغنم المخلوط بخرء الحمام وقد خلطتا بتراب سحيق مثل احدهما فيعاهد بهذا السرقين حتى اذا علا شبرين فليزد من سقى الماء فى اصله زمانا كثيرا مقداره اكثر مما كان يقوم فاذا تجاوز فليحوله فيغرس فى موضع اخر باصوله وعروقه والطين الدنى حول كل اصل منه واعلم ان حياة الرمان وشوه٣٩ انما يكون بكثرة الماء فيجب ان يسقى كل يوم سقية منذ يغرس بعذ٤٠ ان ينبت وهو عسر النبات الى ان يحمل ايضا فانه يحتاج الى ذلك واذا اردت غرسه قضبانا فاكسح القضبان الذى تريد غرسها بمنجل ماض مسقى ويكون فى راس الغصن المكسوح تاريب قليلا فيجئ فى راس الغصن كالقلم بل يكون موريا قليلا واغرسه من ثلاثه قضبان فى حفيرة واحدة الى ستة او سبعة ثم الى اثنى عشر قضيبا وليكن هذا الغرس والتحويل من نصف الحوت الى نصف الحمل واذا وضعتالقضبان فطم عليها التراب ودسه دوسًا بالارجل حتى (٧٣) يلزم التراب القضبان واسقه الماء بعد غرسه ومضى ساعتين او ثلاثة بعد الفراع٤١ منه سقيا يكون الماء فيه قليلا ولا يكثر الماء فى اول غرسه ثم اسقه بعد فان التفق برد فى ايام غرسه او زرعه فغطه بالاخصاص والبوارى وقد راى صفريت انه يسقى بعد السقية الرابعة من غرسه وبعد العاشرة من زَرْعِه سقية ماؤها حار لكن لا يكون كثيرا بل يصب فى اناء فى اصل من اصول الرمان ويسترقن بعد السقية الاولى وفيما بينها وبين الثانية اذا غرس وقال االحكيم ينبوشا اذا اردت ان يحمل الشجر رمانا من نحو ما كان يحمله الاصل حولت منه القضبان فامضغ راس كل غصن تغرسه قبل غرسه والقصد فى ذلك مضيان احدهما ان تتفرق اجزاء الغصن فى التراب ويسترخى فيعمل التراب فيه عملا يكسبه شيئا والثانى ليتعلق براس الغصن من ريق الانسان شئ فان ذلك يكسبه ما يقصد فيه وتحمل كاصله واذا اردت كبر الرمان فانه يجعل معه ان زرع او مع قضبانه ان غرس الباقلا المدقوق يدق منه كف بقشوره ويلقى فى الحفيرة وتغرس القضبان على الباقلا المدقوق فما شى ابلغ من ذلك ونحوه ان يدق الحمص ويبل باللبن الحليب ثم يجعل مع الحب المزروع او مع الاغصان المغروسة (٧٤) واما العمل الذى يخرج به الرمان زائد الحلاوة فهو ان تَغْرسَ الاغصان التى تريد غرسها على موضع الكسح منها وعلى مقدار اربع اصابع الى فوق فى الغسل الجيد ثم تغرس وان اردته فى الزرع فصب على الحب وهو فى الحفيرة عسلا يقوم الحب فيه قليلا ثم طمه واصنع ما سبق من الفلاحة فانه يطلع شديد الحلاوة بلا عجم واذا اقبل حمل الشجرة وحصل لها عارض امرضها وتساقط قبل ان يكثر فينبغى ان يعمل لها طوق من الرصاص القلعى والاسرب مخلوطين بالسواء تطوق شجر الرمان به فانها تشفى من العارض باذن الله تعالى ويمسك حملها ولا يتساقط وقد يصير بها مرض يصفر معه حملها ويلون قشرها فاذا اردت زواله فعلق عليها اصلا من لسان الجمل حتى تجف ولا تنزعه عنها فان وقع لسان الجمل يمر الشجر عن ريح مثلا فاجعل مكانه اصلا اخر واذا سقى اصله بما خلط برماد(؟) الحمام لم يتشقق الرمان واذا غرس قضيبه منكوسا لم تتشقق ثمرته قال السيد محمد كبريت اذا علق على شجرته صفحة رصاص لم يتشقق منه شئ وفى الفلاحة الفارسية الرمان الحامض اذا غرس منكوسا يكون حلوا وبالعكس وورد النهى عن السواك والتخلل بعوده كالاس واكل الرمان بشحمه دباغ للمعدة والجلنار يشد اللثة الدامية ويلصق الجراحات وجرح قضيبه لا يبرا واذا تمضمض بطبيخ جلناره نفع من (٧٥) تقلقل اللسان حلوه حار رطب جيد للمعدة مقويها بما فيه من قبض لطيف نافع للحلق والصدر والرئة جيد للسعال وماؤه ملين للبطن ولا يصلح للمحموم واكل الرمان مع الخبز امان من فساد المعدة وحامضه بارد يابس قابض ينفع المعدة الملتهبة ويسكن الصفرا ويدر البول ويقطع الاسهال ويمنع القئ وينفع الخفقان الصفراوى والألام العارضه للقلب ومره متوسط طبعا وفعلا ويعرف بالمدينة المنورة باللفان انتهى وبلع جلناره وحده امان من رمد تلك السنه قال ابن وحشية من خواص الرمان الحلو انه يخرج طعم الدخان من الطبيخ الذى تغير طعمه من الدخان وذلك ان تاخذ رمانه حلوة وتفت حبها كله وتلقيه فى القدر واتبع ذلك بقليل من شحم البقل فان الدخان يزول طعمه ويزول بهذا كل طعم كريه وذكر ينبوشا ان الرمان اذا انقع فى ماء حار شديد الحرارة مقدار ما يغمره وازيد باربع اصابع وترك الى ان يبرد ثم اخذ وعلق كل رمانه غير مماسة للاخرى فانه لا يتغير ويبقى سنة فاذا فعل ذلك واراد اكله فليرش عليه الماء البارد ويتركه ساعة ثم ياكله وكذلك اذا جعلت الرمان فى جرة جديدة وسديت راسها سدًا شديدًا ودفنتها فى التراب واخرجته اى وقت كان خرج صحيحا طريا ورايت (٧٦) بعض من الف فى الفلاحة ذكر طريقة اخرى لبقائه ملا(؟) وهو ان يقطع الرمان من شجره من غير ان تصيبه جراحة ويغمس طرفيه فى زيت مسخن ويعلقه فى مكان بارد فانه يبقى زماناً طويلا واعلم ان الحيات تكره شجر الرمان وتهرب منها دون الافاعى ومن فؤاىد٤٢ قشره انه اذ سُحق ناعما وحك به القوب حتى يسيل منه الماء الاصفر ثم يضع عليه القشر المذكور ويدعه حتى يتقشر باذن الله تعالى واذا سلخت قشر شجر الرمان الى اسفل وشربت منها اخرج الحيات واسهلت وان سلختها الى فوق اسكنت البطن وقيات فسبحان الحكيم ومن خواصه انه ينبغى القصبه اذا طبخت وغليت غليتان كثير بحب الرمان الحامض والماء العذب ومن احب ان يعلم كم رمانه تحمل شجرة الرمان فيعمد الى اول جلنارة تطلع فيها فيقطعها ويعد الحب الصغار الذى فيها فان تلك الشجرة تحمل تلك السنة رمان بعدد ذلك الحب الموجود فى الجلنار ومن اراد معرفة ما فى الرمانة من الحب او يعرف ان حبها زوج او فرد فطريقه ان تاخذ رمانة من شجرة وتعد حباتها فيكون جميع حبات رمان تلك الشجرة بذلك العدد واذا عددت شرفات٤٣ قمع الرمانة فان كانت زوجا فعدد حباتها زوج وان كانت (٧٧) فردا كان حباتها فردا وقيل ان كل شرافة من الرمان بمائتى حبة على التحرير وقد يخطئ فى بعضه فينقص يسيرا وذكر المرجانى المؤرخ نهوا عن قطع راس الرمانة بالفم وذكروا ان فيها دودة اذا وصلت الى فم الانسان تجدم حكاه القرطبى وقد وقفت على نقل من خلاصة الحقائق للفريابى عن ابى سعيد الخدرى رضى الله تعالى عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم انه قال خلقت النخلة والرمان والعنب من فضلة طينة ادم عليه السلام ومن المشهور ان فم الرمان مع جوزة الطيب والعفص يدق ناعما ويسف على الريق باللبن الحامض دواء للفرف مجرب تتمّة هل الرمان من الفواكه ام لا قلنا فى ذلك كلاما طويلا قال النسفى عند قوله تعالى فيها فاكهة ونخل ورمان الرمان والتمر ليسا من الفواكه عند الامام ابى حنيفة رحمه الله تعالى للعطف ولان التمر فاكهة وغذا والرمان فاكهة ودواء فلم يخلصا لتفكه وقالا انما عطف على الفاكهة لفضلهما فكانهما جنسان اخران لما لهما من المزية كقوله تعالى جبريل وميكائيل انتهى كلامه قال السيد محمد كبريت واراد فى الهداية البطيخ انتهى قلت وانت ترى ان قول الامام رحمه الله تعالى انه فاكهة وغذا والاخر فاكهة ودواء ليس فيه نفى للفاكهة بل فيه نفى التمحض للفاكهة مع خصوصية زائدة فلا (٧٨) ينبغى ان يكون مخالفة بينه وبين القائل بانه فاكهة بل للمخالف فى الخصُوصية الزائدة فتامل فى شرح البخارى للقسطلانى قال بعضهم ليس الرمان والنخل من الفاكهة وهذا البعض قيل اراد به الامام ابى حنيفه رحمه الله تعالى ومن وافقه كالفرا وذلك لما كان الشئ لا يعطف على نفسه وانما يعطف على غيره لان العطف يقتضى المغايرة واما العرب فانها تعدها فاكهة كقوله تعالى حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى فامرهم بالمحافظة على كل الصلوات ثم اعاد العصر تشديدا لها كما اعيد النخل والرمان هنا قال الشارح والحاصل انه من عطف الخاص على العام واعترض بانه نكرة فى سياق الامتنان فتعم وليس المراد بالعام والخاص ما اصطلح عليه فى الاصول ولعل المراد ما كان الاول صادقا على الثانى سواء كان هناك اسنغراق٤٤ او لم يكن ثم هنا فائدة لا باس بالتنبيه عليها وهى ان الشيخ ابا حيان نقل قولين فى المعطوفات اذا جمعت هل كلها معطوف على الاول او كل واحد معطوف على ما قبله فان قلنا بالثانى لم يكن عطف النخل على الرمان من باب عطف الخاص على العام بل من عطف احد المتباينين على الاخر ومن هذه الفائدة يتجه لك المنازعة فى قوله تعالى من كان عدوا لله وملائكته ورسله وجبريل وميكال ان هذا من عطف الخاص على العام وليس كذلك (٧٩) فاما ان قلنا بالقول الاخير فجبريل معطوف على لفظ الجلالة وان قلنا بالثانى فهو معطوف على رسله والظاهر ان المراد بهم الرسل من بنى ادم لعطفهم على الملائكة فليس منه انتهى قلت ومنه تعلم ان عطف النخل على الفاكهة من عطف المغاير مع عدم امتناع ان يكون ثمرها فاكهة لما علمت ان النخل اسم لجميع نخله الصادقة على الجريد والسعف واللحا وجميع الاجزاء وذلك المجموع ليس وانما افرد ذكره اظهارا لشرفه وتبيانا لموقِعه عند العرب المخاطبين كما فى قوله تعالى افلا ينظرون الى الابل كيف خلقت مع وجود ما هو اعظم من الابل فيكون تمر النخل داخلا فى الفاكهة او مسكوتا عنه معلوم الحكم من غيره وهو فى الجملة اولى من الجزم بالخروج من من٤٥ الفاكهة وانت تعلم ما فيه وعليه فالرمان عطف على النخل لا على الفاكهة تامل وقال الطوفى الحنفى فى تفسيره عند قوله تعالى فيهما فاكهة ونخل ورمان يحتج به على جواز عطف الخاص على العام وهو المثال المشهور وقال بعض الفضلاء ليس هذا من امثلة ذلك لان شرطه ان يكون المعطوف عليه عاما يتناول المعطوف بعمومه ثم يعطف بعد ذلك تخصيصا له بالذكر كجبريل وميكائيل عطف على عموم ملائكته وليس هذا (٨٠) كذلك لان فاكهة نكره فى سياق الاثبات فهو مطلق لا عام فلم يتناول النخل والرمان حتى يكون عطفها عليها من عطف الخاص على العام وهذا كلام صحيح وتحقيق جيد غفل عن اكثر الناس بل كل من راينا كلامه فيه وانما عليه الشيخ الامام العالم الفاضل شهاب الدين القرافى المالكى فى بعض كتبه انتهى اقول لكن قولهم ان النكرة لا تعم الا فى موضع النفى خلاف التحقيق فانه ذكر السعد فى التلويح من بحث ضيع٤٦ العموم سواده قوله وكذا البكرة٤٧ الموصوفة ما صورته فالحاصل ان النكرة على غير موضع النفى قد تعم بحسب اقتضاء المقام انتهى يعنى ان عمومها فى سياق النفى هل هو نص فى العموم او ظاهر فنقول ان بنيت النكرة معه على الفتح فهو نص والا فهو ظاهر ومعنى النص هو الذى لا يحتمل غير المعنى المراد والظاهر بالعكس ثم قوله فيما تقدم انه ليس المراد من العام والخاص على ما اصطلح عليه فى الاصول فيه نظر فان العام والخاص عند الاصوليين قد يكون حقيقيا وقد يكون اضافيا قال فى التلويح فى بحث الفاظ العموم عند قوله خاص من وجه عام من وجه فان قلت قد صرح فيما سبق ان اللفظ الواحد يكون خاصا وعاما من حيثيتين قلت ليس المراد بالخاص (٨١) بالخاص الخاص الحقيقى اعنى ما وضع لكثير مخصورا ولواحد بل الاضافى ان ما يكون متناولا لبعض متناوله وله لفظ اخر لمجموعه فيكون اقل تناولا بالاضافة اليه وهو معنى خصوصية وهذا كما قالوا فى قوله تعالى والذين يتوفون منكم وقوله تعالى ايضا واولات الاحمال اجلهن لا بد ان كلا منهما بالنسبة الى الاخر خاص من وجه عام من وجه اخر وذكر ابن الحاجب ان التخصيص يطلق على قصر اللفظ على بعض مسمياته وان لم يكن عاما كما يطلق العام على اللفظ بمجرد تعدد مسمياته مثل العشرة انتهى قلت وانت اذا نظرت الى ما ذكره المناطقه فى جنس للاجناس وان الحيوان بالنسبة الى الجسم اخص وبالنسبة الى الانسان اعم وهلم جر يتضح لك الصواب ويرتفع عنك الارتياب لاحقه فرق القرافى بين الاعم والعام بان الاعم انما يستعمل فى المعنى والعام فى اللفظ فاذا قيل هذا اعم يتبادر الذهن للمعنى واذا قيل هذا عام يتبادر الذهن الى اللفظ كذا فى البحر للزركشى تتمة ذكر فى حواشى شرح جمع الجوامع ان المضارع فى سياق النفى بمنزلة النكرة فى سياقه فهى فائدة حسنة وانما اطلنا الكلام فى هذا المقام لان الحديث شجون والتنقل من فن الى فن من اجل الفنون (حرف الزاى) الزيتون (٨٢) منه برى وبستانى لم يكن بالمدينة المنورة منه الا شجرة واحدة ولم نر لها ثمرة مع طول المدة وهى فى البستان المشهور ببئر النبى صلى الله عليه وسلم فى قبا ويعرف الآن ببستان محمد باشا منابتة الجبال ومحاسن البقاع ويعمر سنة وفى التذكرة يبقى الف سنة ويغرس قضبانا فى شمس العقرب وفى القوس ومحله ما زاد عرضه على ميله وفى الرصد الجديد عرض المدينة خمس وعشرون كذا نقل السيد محمد كبريت وتوافقه الارض الشديدة البرد وهو بارد يابس مضغ ورقه يذهب فساد اللثة واورام الحلق وان ضمد به السرة قطع الاسهال وحمل عوده يورث القبول وفى البيت يورث البركة والادخار لخشبه وذهنه واذا سقاه وتعهده او لقط ثمرهُ جنب او حائض او ذو نجاسة فسد وقل حمله وتناثر ورقه وتوافقه الارض الرقيقة اللينه والرمليه والسودا والخصبه وما برز للرياح وينبغى غرسه فى المدن لكثرة الغبار لانه كلما علا على زيتونه زاد دسمه ونضحه٤٨ غرسه مختلف منه ما يوخذ نسوخة فينكس فى الارض فاذا ضربت عروقه قلعت وغرست وهو اجود ونواه يغرس فينبت لكنه ردى بطئ ومتى خيف على الارض التى بها الزيتون يرصف حولها حجارة ويلقى حولها التراب ومن خواصها ان من نظر اليها كل يوم ذهبت همومه واحزانه وطابت نفسه واذا اخذ غصن اترج والقمر زائد النور وقطع بحديد ماض على تاريب كراس القلم ثم امر رجلا اصغر منه ان يقطع غضنا٤٩ (٨٣) من الزيتون على قدر امتلا غضن الاترنج قبل الزوال ثم حذفه على الاستوا لا على تاريب ثم حفر فى وسط الموضع الذى قطع منه الغصن حفرة بقدر ما يغوص فيه غصن الاترنج ثم ركبه ومكته جدا ثم نضح على الموضع من الماء كالرش من جوانب الغصن المركب ثم جعل فوق راس الغصن خرقه وسقى شجرة الزيتون كالعادة فان غصن الاترنج يثمر بعد عامين اترنجا لطافا على شكل الزيتون واذا نفضت الزيتونه ثمرها قبل نضجه احفر حول اصلها حتى ينكشف ويخلط ماء الزيتون بماء عذب ويصب فى الحفرة فيصلح واذا طبخ ورقه الاخضر جيدا ورش هرب منه الذباب واذا طبخ منه بعسل وجعل على السن المتاكل قلعها بلا الم واذا انقع ورقه بالماء ونقع فيه خبزا واكله الفار مات فورا وماء الملح المنقع فيه الزيتون اذا تمضمض به شد اللثة وفى مفردات المحلى الزيت حار رطب وغلط من قال انه يابس وهو ملين للبشرة نافع للسموم مسخن محلل مطلق للبطن مخرج للدود والعتيق منه اشد اسخانا وتحليلا وان اخذ تسعون نواة من الزيتون وحكها حتى تزول الخشونة منها ثم ثقبها ونظمها فى حيط٥٠ حرير اسود غليظ وعلقه فى عنقه متصلا بصدره ازال عنه الوحشة واحدث له انسًا بالناس وزال عنه النفور وسوء الاخلاق ومنعه الاحلام الرديئة وبالجملة فمنافع هذه الشجرة كثير وبركتها شهيرة وذكر الله سُبحانه وتعالى فى كتابه المبين ووصفها بالبركة فهى ثابتة لها بيقين فان قلت قال الله سبحانه وتعالى (٨٤) من شجرة مباركة زيتونه لا شرقية ولا غربية وذلك صادق على ما فى بيت المقدس والشام دون ما نبت فى الغرب ونحوه فهل يوصف ما يوجد فى غير الشام ونحوها بالبركة وهل قوله عليه الصلاة والسلام كلوا الزيت وادهنوا به فانه من شجرة مباركة يعم ما وجد فى اى موضع كان قلت الشجرة االمذكورة لم تكن الا فى ذلك الموضع اعنى الشام وما والاه فجميع ما يوجد فى غيرها منقول منها واسند فى ذكره ما نقله الشيخ العلامة عبدالله المغربى فى رحلته ان بعض ملوك المغرب وقع فى عسكره موت عظيم حتى تفانوا ولم يدروا ما سببه فامر بشق بطن واحد منهم وشق عن قلبه فوجد دودة فيه فعلم ان ذلك سبب موتهم فامر بصب جميع الادوية عليها واحدا فواحدا فلم تهلك حتى اجرج٥١ زيتا كان عنده فى قارورة جاء به من ارض الشام فصب عليها قطرة من االزيت فهلكت فعلم ان ذلك المرض دواؤه الزيت فبعث الى الشام وجاء بغرس الزيتون فامربغرسه فى تلك الاوطان اوطان المغرب من مسرات الى سوسه وتونس واعمالها ومن ذلك الوقت بقى الزيتون فى المغرب انتهى وعليه فكل الزيتون مبارك ببركة اصله والله تعالى اعلم :.
(حرف السين) سبستان هو المخيط يدرك فى الاسد وهو حار رطب ملين اورام الصدر والسعال ويذهب العطش شربته عشرون درهما (٨٥) كذا فى التذكرة ويغرس فى شمس الحمل وله صبر عن الماء ظله يصلح مقيلا للدواب ويابسه يغلى بالماء ويبرد ويشرب فيقطع اللهيب عن تجربة ونقيعه كذلك وهو بدل العناب ومن المجرب ان من قطع قطعة من خشبه فى صبح يوم الاحد قبل الشمس وعلقها عليه دفع عنه اصابة العين وحكى عن الشيخ ولى الدين العراقى انه كان لا يفارق راسه سلق من فوائده انه متى اكثر زرعه فى ارض مالحة اذهب عنها الملوحة البتة وانصلحت وعادت ارضا طيبة والسلق ثلاثة انواع فمنه قصار جعد متغير اللون ولهذا الورق لجميع انواعه فعل بخاصيته ظريْفة وهو انه اذا اعتصر ماؤه وصب على الخمر حمضه بعد ساعتين حتى يجعله خلا جيدا وان صب على الخل قلبه خمرا بعد اربع ساعات ومتى اريد تجربته فصب على الخل منه شيئ فان وجدته قد ابتدا اى تغير والا فليزد من صب ماء ورق السلق حتى يبلغ منه ما يريد وفى القاموس عصير اصل السلق ترياق لوجع الراس والاذن والشقيقة سفرجل يزرع ويغرس فاما زرعه فمن حبه الذى فى جوف السفرجلة فمن زرع حبا من سفرجلة مدودة او عفنة لم ينبت وينبغى ان تؤخذ صحيحة حلوة فتزرع وقد فصل الحب بعضه من بعض (٨٦) اما ان يجعل فى الارض كهيئته وعليه تلك تلك٥٢ اللزوجة التى تكون عليه بيضا ملتصقة به وربما قلع تلك الجلدة التى من داخل السفرجلة التى فيها الحب فتزرع كما هى وقال ينبوشا يستخرج لعاب بزر قطوناً ويسكب فى الحفاير الصغار ويزرع حب السفرجل على اللعاب وقال واجود من ذلك ان ينقع حب السفرجل فى ماء عذب حتى يخرج لعابه ويزرع حب السفرجل على لعابه فهو ابلغ واجود ولا ينبغى ان يوضع من قضبان السفرجل اكثر من ثلاث وهو عسر النبات فليصبر عليه فلاحه فانه يبطئ ثم يجئ ويكمن ويظهر السفرجل كما قال عليه ان شجرته صلفه يبطؤ نباتها وبعد ظهور فلاحة واذا اردت بقاءه زمانا فضعه فى نشارة الخسب٥٣ والتبن ولا تدعه فى بيت فيه شئ من الثمار فانه يفسدها وهو قابض مشه مسكن للعطش اذا اكل على الطعام اطلق الباطن وفى التذكرة هو معتدل رطب يذهب الوسواس والكسل واليرقان والنزلات ولو شما ويقطع الدم عن تجربة والاسهال بعد الياس ويطيب العرق ومن خواصه ان من شمه اندفع عنه الغشيان عن شرب الادوية ومثله النعناع وكذلك الكرفس (٨٧) والسراب والطين الخراسانى قال السيد محمد كبريت رحمه الله تعالى فى الفلاحة اذا طبخ بعسل نفع عسر البول واذا قطع بسكين نشف ماؤه واذا كسر بقى رطبا يغرس فى شمس الدلو قضبانا واصولا فيجعل فى كل حفيرة ثلاثة كالرمان ويفصل حبه بعضه عن بعض ويدفن وعليه تلك اللزوجة فان كان يابسا نقع بماء عذب حتى يخرج لعابه واذا نبت قدر شبر قلع بطينته ووضع فى حفرة حيث يراد ثبوته سدر شجر معروف ينبت ويستنبت من نواه وهو من اعظم الشجر ولا يكاد ينثر ورقه يقيم مائة سنة وقيل ثلاثمائة ويصلح ظله مقيلا للدواب بل للانسان وصفة غرسه ان يوخذ نواه فتجعل فى شراب مختلط بالدمن فى حفرة قريبة من الماء فى شمس الحمل فاذا نبت وطالت قدر شبر قلعت بطينتها وغرست حين يراد بقاؤها وتسقى وكلما كثر عليها الماء زاد نموها وهى سريعة الثمر اذا كثر ريها اثمرت من سنتين ثم النبق بارد يابس وسحيق ورقه يلحم الجراح ذرورا ويمنع من البلاء وهو حار فى الاولى يابس فى الثانية وسويق النبق يمنع الصفر ويقمعها ويقطع الاسهال ونواه اذا درس ووضع على الكسر جبره (٨٨) واذا طبخ ولطخ به الطفل الذى ابطا نهوضه اشتد سريعا وقطع شجره شؤم على قاطعه والمتسبب فيه عن تجربة وفى الفصل الثامن من المواهب اللدنية فى طبه صلى الله عليه وسلم واما ما يعالج لنشرة المقاومة للسحر فذكر ابن بطال فى كتاب وهب بن منبه ان تاخذ سبع ورقات من سدر اخضر فتدق بين حجرين ثم يضرب ذلك بالماء ويقرا فيه اية الكرسي والقلاقل ثم يحسوا منه ثلاث حسيات ثم يغتسل به فانه يبرا ويذهب عنه ما كان به وهو جيد للرجل اذا احتبس عن اهله وممن صرح به بجواز النشرة المزنى الشافعى وابو جعفر الطبرى وغيرهم (حرف الطاء) طرفا وهو صغار الاثل ذكر السيد محمد كبريت انه اذا دخن به بين جماعة تفرقوا انتهى ومن فوائده انه من عمل قدحا من خشب الطرفا السالمة من العين وشرب منه صاحب الطحال ابراه باذن الله تعالى واذا اردت تجربته فاسق به جديا اربعين يوما واذبحه لم تجد له طحالا وذكر ابن وحشية انه اذا اخذ من عروق شجرة الطرفا العظيمة فان لها عروقا حمرة بينه ظاهرة وقطعها اصبعين اصبعين ان كانت رطبة كانت اشد صبغا والا فيابسه او طبخها فى قدر نحاس بماء كثير مقدار ست ساعات من الليل او النهار (٨٩) فان الماء يحمر حمرة مسبغة واغمس فيها الثياب وغيرها مما اردت ضبغة٥٤ احمر فان ذلك يخرج احمر شديد الحمرة صافيا غير كمد له رونق لا يحتاج الى تشبيب كتشبيب الصباغين من القبض والالتصاق والله اعلم (حرف العين) عود العود يطلق ويراد به نوع من العود الهندى الطيب الرائحة وله اشجار عظام مغاسه الهند واذا قطع لا تطيب رائحته الا بالدفن فى الارض قال فى شرح المواهب للزرقانى لما اخرج الله تعالى ادم من الجنة بكى عليه كل من فى الجنة الا العود فقيل له لم لا بكيت فقال لا ابكى على عاص فنودى عظمت امرنا عظمناك ولكن هيأناك للاحراق فقال ما هذا فنودى انت عظمتنا فكذلك يعظمونك لكن لم يحترق قلبك على محبتنا فكذلك يحرقونك انتهى عوسج قال السيد محمد كبريت هو شجر يقارب الرمان فى الاتفاع٥٥ والتفريع وكباره الغرقد المسمى به بقيع الغرقد بالمدينه النبوية يثمر كالحمص الى طول احمر اللون يسملا بالمصيع كالحمص وزنا وهو مشهور بهذا الاسم وهو بارد يابس يبرى امراض العين كيف ما استعمل ويمنع السحر حملا ويورث الجاه تعليقا انتهى وذكر فى شرح المواهب للزرقانى ذكر الزمخشرى فى ربيع الابرار عن هند بنت الجون انها قالت يرسول٥٦ الله خيمة خالتى ام معبد ميمونه (٩٠) فقام من رقدته فدعاء٥٧ بماء فغسل يديه ثم تمضمض ومج فى عوسجة الى جانب الخيمة فاصبحت كاعظم دوحة وجاءت بثمر كاعظم ما يكون فى لون الورس ورائحة العنبر وطعم الشهد ما اكل منها جائع الا شبع ولا ظمان الا روى ولا سقيم الا برى ولا شاة الا در لبنها فكنا نسميها المباركة حتى اصبحنا ذات يوم وقد تساقط ورقها ففزعنا فما راعنا الا نعى رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم بعد ثلاثين سنة اصبحت ذات شوك وذهبت نضرتها فما شعرنا الا بقتل امير المؤمنين على بن ابى طالب كرم الله وجهه ورضى عنه فما اثمرت بعد ذلك وكنا ننتفع بورقها ثم اصبحنا واذا بها قد نبع من اسفلها دم غبيط وقد ذبل ورقها فبينما نحن فزعين مهمومين اذ اتانا خبر مقتل الحسين رضى الله تعالى عنه ويبست الشجرة على اثر ذلك والعجب كيف لم يشتهر امر هذه الشجرة كما اشتهر خبر الشاه فى قصة هى من اعظم علام القصص فائدة عظيمة نقلتها من تذكرة العلامة المقدسى قال بلغ عمر بن الخطاب رضى الله عنه ان ناسا ياتون الشجرة التى بويع تحتها فامر بها فقطعت انتهى ::: عنب قال ابن وحشية فى كيفية زرعه وغرسه يوخذ من الزبيب الكبار ثلاثة او اربعة ويحفر فى الارض حفائر صغار وتجعل تلك الزبيبات فيها وتفعل ذلك فى شمس العقرب وان (٩١) اشتد عليه برد فاضرب عليه الاخصاص وغطه بالبوارى واما ادم ونوح النبيان الرسولان عليهما السلام فقالا ينبغى ان يزرع الكرم فى النصف الثانى من الحمل وهذا عام بجميع البلدان وان استخرج الحب من الزبيب ونقع فى زيت سبعة ايام ثم يؤخذ فيحفر له فى الارض حفاير صغار ويجعل فى كل حفيرة سبع حباة الى اثنى عشر حبة ويغطى بالتراب كما يغطى جميع المزارع ويرسل عليها الماء مقدار كاف ثم يسقى بعد اربعة ايام ثم يوالى عليه السقى قال بعضهم ينبغى ان يزرع الكرم من خمسة ايام تخلو من الحوت الى خمسة تخلو من الحمل وان يكون زرعها فى الحفائر فى كل حفرة عشرون حبة وان يلقى مع الحب شيئ من الشعير مطحون او مدقوق دقا ناعما ويسقى الماء والذى اقوله انا انه ينبغى ان ينقع الزبيب المجفف فى ماء حار يوما او يطبخ بماء عذب يوما ثم يزرع الزبيب كما هو فى الارض ويطم بالتراب طما كثيرا ومن اضطر الى الغرس فى الارض المالحة فينبغى ان يطم اصول الغرس بالرمل الماخوذ من الانهار الجارية بماء عذب ويدخل اليها منه شيئ فى سقى الماء ليسقى فى مجاريها فهذا يزيل ضرر الملوحة ويقاومها ومن اراد غرس شئ مما يغرس فى الخريف فلينزع القضبان ويجردها من الورق كله لا جراد يؤثر فى القضيب (٩٢) شيئا بل يقلع الورق عنها برفق ىم٥٨ يغرسها فانها تنبت نباتا حسنا وقال ينبوشا ينبغى لمن اراد زرع الكرم ان ياخذ الزبيب العتيق الذى حال عليه اكثر من حول فتشقه ليَظهر حبه فانك ان وضعته كما هو بعد(؟)وقت نباته وان فعلت به كما اشرت عليك اسرع نباته وينبغى ان تاخذ الزبيب الذى تريد زرعه فتجعله فى اناء واسع على الارض المكنوسة ثم ترش عليه الماء وان كان حارا فهو اجود وتفعل ذلك مرارا عديدة قدْر اربعة وعشرين ساعة ثم شققه كما وصفت لك ليظهر حبه ثم ازرعه والق عليه بعد سقيتين او ثلاث الزبل وان اردت زرع كثير منه وليس لك وقت تشققه فيه فرشه بالماء ثم غرقه كله فى ماء حار جملة ثم ازرعه ومن اراد كثرة حمله فاذا كسحه اى قطعه موريا كالقلم فليبق على اغصانه الوسطانيه اغصان غلاظ الاسافل لتطول تلك الاغصان ويطاعمه من اغصان(؟) كرمه تقرب منه واطعم اصله بالنبس اولا ثم بالدوس بالارجل ثانيا فان الكرم بهذه الافعال يكثر حمله ويخرج عناقيد كثيرة وعنبا كبارا والعلامة فى زيادة حمل العنب وكثرته ان يخرج فى كل عين من عيونه عنقودان او ثلاثه والعلامه المتقدمة لذلك ان تخرج معاليق كثيرة من موضع (٩٣) كل معلاق معلاقان او ثلاثه فاذا رايت ذلك فاعلم ان حمله يكون كثيرا وقد راينا مرارا كرما فلحناه بنحو ما وصفنا من طم الاصول والتعاهد بالتكسيح وتنقية الاغصان اعلى القضبان وتخفيف الورق والرمى به من ناحية وطوف الناس بالنار بين الكروم وتغبيرها بخرء الحمام وبعر الغنم وورق الكرم المجفف فيزداد حملها حتى كانت تخرج القضبان من كل عين ثلاثه واربعة وخمسة قضبان واعلم ان كل القضبان لا تصلح للتحويل والغرس لان القضبان الماخوذة من الاطراف لا تصلح له واجود المواضع فى كل شئ من النبات او غيره الاوساط ولا ينبغى ان يؤخذ ذلك من كرم عتيق ولا كرم له دون ست سنين بل تنزع هذه القضبان من كرم له ست سنين الى عشرين سنة فاذا جاوزها صار حكمه حكم الهرم الا انه ربما صلح الانتزاع فى بعض القضبان الى ثلاثين سنه ثم يكون غير صالح لذلك البتة وينبغى ان يكون ذلك فى اخر ساعة تبقى من الليل الى ثلاث ساعات من النهار وينبغى ان لا يؤخر عن الغرس ان امكن من وقت قلع وان مضى عليه ساعتان او ثلاث فلا يكون اكثر من ذلك اى لا ينبغى ان يوخر اكثر من ذلك وان اردت نقل الغرس من بلد الى بلد فاعمد الى صناديق من خشب (٩٤) رقيق فقيرها بالقير من خارجها ورش من داخلها الماء الممزوج بالخمر واجعل فيها القضبان واحمل فوق القضبان صحيفة طولها ذراع فى ذراع رصاص واطبق الصندوق عليه وسربه الى اى موضع اردت غرسه فيه ومتى تاخر غرس القضبان فخفت بان كانت قليلة الرمى فى كرمها فالق القضبان فى الماء مقدار يوم وذلك اثنى عشر ساعة ثم بادر فاغرسه وهو ندى بالماء واجود من ذلك ان تدلى القضبان فى ماء حار مقدار تلك الساعات التى حددناها وربما دلينا القضبان فى الماء مقدار ست ساعات ثم غرسناها واذا غرست القضبان فاغرسها مائلة متكئة ولا تغرسها قائمه مستوية القيام فان هذا يخرج اصولها اقوى ويعرقد بسرعة قال بعص٥٩ الحكماء ينبغى ان تمال الى ناحية المشرق وان يكون عمق الحفرة فى الارض مقدار قدمين وقدم قبل الغرس بايام فاحفر الارض الى عمق هو اكثر من قدمين واتركها فاذا اردت غرس القضبان فاحفر لها مقدار قدمين لتبقى تحت القدمين فى الارض ويبقى التراب منبوشا ليكون اسهل على القضبان فى ضرب العروق فتنبت سريعا واذا غرست عدة اغصان فى حفيرة واحدة نفرق بينها حدا٦٠ واجتهد ان لا يماس بعضها بعضا وينبغى ان يكون (٩٥) الذى يغرس الكرم غير حاقن باحد الاخبثين ولا يكون فى بدنه او ذراعيه افة ظاهرة من الانكسار الذى لا يجبر ولا سلعة ولا ثاليل كثيرة فى بدنه وليكن شابا حدثا ولا يكون احتجم او افتصد يومه ذلك والذى عيناه مشتكية كالاعور والاعمش والذى فى عينه بياض فانه لا يصلح غرسه البتة واحذر ان يتولى هذا غرس شئ بل ان كان من الفلاحين فليستعمل فى غير الغرس واما تدبير سقى الماء فينبغى ان يسقى الماء من ساعة تبقى من النهار الى نصف الليل بمقدار ما يتحمله من الماء لتشرب والغرس بالماء طول الليل واربع ساعات من النهار لم تلحقه حرارة الشمس وهو ريان منذ اربع ساعات من النهار لم تلحقه الى اخره ليس يحرقه الشمس لمقاومة نداوة الماء ومن اراد اسراع نمو الغرس وسرعة نباتها وتقويتها فهو ان ياخذ من حمل البلوط قدرا كافيا ويقلعه بمقدار الباقلا ويجعل فى اصل كل غرس من ذلك شيئا يكون ملاصقا لاصله فانه يشد الغروس ويقويها تقوية ظاهرة وياخذ حب الكرسنة فتنقى مما يخالطها وتكسر فى الهاون حتى تصير اربع او خمس قطع وتنثر حول اصول الغرس ثم يطم التراب عليها وانا ارى ان يخلط هذه مع البلوط وتلقى فى اصول الغرس وان طحنت الكرسنه وغبر بطحينها الغروس مخلوطا بقليل من احثاء٦١ البقر مسحوقا قواها ذلك واسرع نباتها (٩٦) او يؤخد اخثاء البقر رطبا او يابسا فيبل ببول الحمار او البقر او الانسان او الغنم المعزى اى هذه حضر ويلطخ بها اصول الغروس الظاهر منها الا التى تحت الارض فانه مما يقويها وينعشها ويطرد عنها الهوام التى تتلون فى عروقها وعند اصولها وعلى كل حال فتلطيخ الكروم كلها عتيقها وحديثها والقضبان التى لم تنبت باخثاء البقر الرطب مع بول البقر يصلحها وينعشها ويقويها ويجيد حملها ويكثره فان اخثاء البقر اذا خالط بولها وجف على الكروم او عفن فى اصولها بمخالطة الماء حدثت فيه رائحة تطرد الفار وغيره من الهوام وخاصة الدود المتولد فى الكرم وخاصة الحديثه ومما ينفع لتكثير عصير العنب ان يجمع حب العنب او الزبيب او كلا منهما ويرضض ويجْعل الى جوانب اصول الغروس او غيرها من الكروم العتيق قال مرة يطم ذلك بالكف فى اصولها وقال مرة اخرى يجعل الى جانب اصولها فتعمل ذلك عملين يسرع ادراك ثمرتها ويكثر ماؤها وهو واشباهه مما يعجب كثيرا من الناس ولا يصدقون ان كفا من زبيب يورث فى الكروم مثل هذا وقد جربنا ان اخذنا عجم الزبيب وحفرنا بين اصول الغروس فى الارض مقدار اصبعين فقط ونثرنا فى ذلك الذى حفرنا من العجم وطممناه (٩٧) بتراب غير ترابه بمقدار ما اخذنا منه من التراب واسقيناه عقبه الماء وفعلنا ذلك بعد ايام كثيرة ثانيا وفعلناه ثالثا فرايناه عيانا انه اسرع حمل الحامل منها وادرك الحامل فى زمان هو اقصر وقواها فى نفسها وكثر الماء فى العنب وابين ما عمل فى هذا انه ادخلها فى الحمل قبل حينها فعلمنا ان خاصيتهُ اسراع الحمل وجربناه مرة اخرى ان اخذنا كف زبيب كما هو فطمرناه فى اصول الغرس ووالينا ذلك الى اربع مرار فى كل مرة بين الواحدة والاخرى نحو شهر فلما دخل وقت الثمرة وهو فصل الربيع طلع الحمل فيها مع الورق وان خلط هذا الزبيب او العجم بشئ من قضبان الكروم وورقه مدقوقا مخلوطا معها ووضعت بحيث وصفناه يكثر الحمل وتدرك الثمرة بسرعة وتبلغ بلوغا محمودا وتبكيرها فى الحمل قبل جنيها ربما اخرها فى بعض الاحوال لا كلها فاول اضراره بها فى ذلك انه ينقص حملها فيما بعد ذلك من السنين نقصانا بينا وقال بعض الحكماء مالكم يا معشر الناس حاجة الى كثرة العاناة٦٢ لافلاح المنابت اذا كان هناك شئ واحد ينوب عن هذه الاعمال كلها وهو التلويح بالنار لجميع المنابت صغيرها وكبيرها ضعيفها وقويها فاسدها وصالحها فجربوه تجدوه عجيبا غير ان التلويح بالنار مختلف باختلاف انواع الاشجار ثم اعلم ان الكرم (٩٨) محتاج الى التعاهد فاذا حفرت حول الكرم ببعر الغنم او خرءُ الحمام او اخثاء البقر وطميت اصله كان فيه منفعة عظيمة واعلم ان شجر التين يضر قرب شجره من الكرم فى البلدان الحارة وكذلك الكرنب بخاصية فيه وكذلك السلجم والفجل واما السلق والكزبره اذا زرعت فيما بين الكروم نفعها نفعا بينا وقد اشاروا الى انه ينبغى ان يزرع باقى ارض الكرم ولا تترك خاليه واصلح ما زرع بين الكروم الباقلا والكرسنه واللوبيا وكذا زرع القثاء والخيار والقرع والكير والبقله فانه نافع للكرم وان اردت طرد الحيات من الكروم ومن الضيعة فدخن هذه المواضع بقرن ايل مسحوق دخانا دائما فانه يهرب من ريحه وان دخنت بالقنه واصل السوس هربن من ذلك او بظلف عنز واذا خلط ظلف العنز بسدسه كبريتا وبخر به مواضع الحيات هربن وسياتى تفصلالعاناة٦٣ ما يدفع الافات والعاهات من الشجر وتقدم فى الحنطه وقد بلغنا ان ببلاد الروم كرما يثمر فى السنة اربع مرات حتى انه نقله بعض اهل مكنز اليها فاثمر فى سنة واحدة ثلاث مرات فسبحان الحكيم بديعـــــــــة ذكر فى تاريخ الاسلام للذهبى ومنه نقلت فى ذكر وفاة انس بن مالك رضى الله عنه كان لانس بن مالك (٩٩) بستان يحمل فى السنة مرتين وكان فيه ريحان يحكى منه ريح المسك انتهى قلت والظاهر ان المحل المعروف الان بالرباطيه وقد ورد فى بئرها اثار عظيمة تكفل بها تاريخ المدينة لعالمها نرجع لما نحن بصدده قال القدما انها تغير الكروم افة تعرف من تغيير لون الكرم فان ورقه يحمر حمرة شديده كلون الخمر ويتغير لون اغصان الكرم الى صفرة يشوبها سواد كلون القشور التى على اغصانها فاما علاج التى لم تحمل شجرة كانت او نخلة فهو ان يعمد رجلان اليها وياخذ احدهما فاسا ويقومان على جنْبتى الشجرة او النخله فيقول الذى بيده الفاس للاخر انى اخذت هذا الفاس لاقطع هذه الشجرة او النخلة حطبا فيقول له الاخر ولم تفعل هذا فيقول لانها لم تحمل هذه السنة فيقول الاخر انا ضامن انها تحمل فيقول من بيده الفاس انا لا اقبل ضمانك عنها ولابد لى من قطعها ويضرب بالفاس اغلظ خشبة فى الشجرة او الكرمة او بجذع النخلة ضربة شديدة او ضربتين فيمسكه الاخر ويقول له انها تحمل السنة المقبلة وانا ضامن فان حملت والا فاجعلها حطبا فيقول انا لا اقبل هذا منك ولابد لى من قطعها ويضربها ايضا بقفا الفاس ضربتين او ثلاثا او اربعا من اربع جهاتها فيمسك (١٠٠) الضامن الشجرة بيده ويكلمه بغضب وصياح ويقول يا هذا مالك الا ان تحمل فى السنة المقبلة والا فاقطعها اربا اربا فيقول الذى بيده الفاس انى قد تركتها بسبب ضمانتك فان حملت والا قطعتها حطبا وينصرفا عنها فانها تحمل وقد جربنا هذا فوجدناه صحيحا الا ان صفريت قال ينبغى ان يقول الضامن عن الشجرة للذى بيده الفاس انها لم تحمل لانه قد لحقها برد شديد منعها من الحمل فليس لها ذنب فيقول الذى بيده الفاس وما دواؤها حتى اداويها به والا اقطعها فيقول الاخر دواؤها ان يرش عليها ماء حار شديد الحرارة ويصب فى اصلها فيقول الذى بيده الفاس هذا ماء حار ويكون قد اعد ماء حارا بالقرب منها مسخنا شديدا فيقول الذى بيده الفاس للضامن خذ الماء الحار انت ورشه عليها وصب منه فى اصلها فاما انا فليس لها عندى اصلح من قطعها واستبدلها بشجرة اخرى ينتفع بحملها فيقول الضامن انا اضمن هذا الماء اذا رش عليها الان انها تحمل ثم يمضى الضامن اليها فياخذ الاناء الذى فيه الماء الحار فيرش بيده على اغصانها كلها وورقها رشا كثيرا يغرقها بالماء وكلما كان الماء اشد حرارة كان اجود ثم يصب باقيها فى اصلها وهذا ينبغى ان يعمل بعد ذلك الكلام وبعد (١٠١) ضربها بنصاب الفاس او حديدة سبع ضربات شديدة حتى تهتز الشجرة او النخلة او الكرمة اهتزازا شديدا فانها تحمل لا محالة قال ويجب ان يعمل هذا العمل ثلاث مرات بين كل مرة ومرة اثنين وعشرين يوما واما علاج الآفة المنسوبة الى النجوم واكثر ما ينال الكروم وذوات الابساط ان يعمد الى شجرة بلوط فيقطع خشبة ويحد احد جانبيها حتى يصير مثل الوتد وان لم يكن فى حوضه شجرة بلوط فليجليها اليه ثم يحفر فى اصل الكرمة لينشف التراب عن الاصل المعرق فى الارض ثم يثقب فى اصل الكرم ثقبانا فذا سعة مقدار غلظ الوتد البلوط ثم يدخل الوتد فى الثقب ويدقه بمدق خشب ثم يصب فى اصل الكرمة بعد طم التراب الذى كان ينبشه ما قد سخن بالنار وغلا غليا شديدا حتى لا يمكن مسه لحرارته وليكن مع الماشى من وردى الخمر ان كان العلاج للكرمة او شئ من ورق تلك الشجرة وحملها ان كانت غير كرمه فعلى هذا يكون العلاج لرد ما فسد من هذه الافة الى الصلاح وقد ذكر وصف ينبوشا لكل افة نالت الكرم خاصة صب بول البقر والحمار فى اصلها ثلاث مرار وذكر انه ينوب فى صلاحها من افة النجوم وغيرها فائدة من اراد تكوين العنب الخمرى احد قرنى ثور وياخذ مثل وزنها من اخثائه ومثل ذلك من دمه ويخلط ذلك جيدا ويضيف اليه اوراق الكرم ويجود خلط الجميع (١٠٢) ويعمل هيئة الجوز مدورا ويدفن تلك المدورات فى مواضع متقاربة فانها تنبت كروما اذا نشا وكبرت حملت العنب الخمرى وتحتاج هذه الكروم المولده الى التزبيل الدائم بالبعر وأخثاء البقر وخرء الحمام وسحيق التراب قال السيد محمد كبريت ويوافق غرس الكروم الارض البيضاء والتى لونها الى سواد وحمرة وهو يودى عصيره الى لون ارضه واذا عفنت حنطه وباقلا ببول وجفف او اضيف اليهما قشر الرمان وزبل به الكرم اصلحهُ وزمان نقله وتحويله الدلو والحوت واذا اخذت قضبانها التى فيها قوة الحمل وغرست تاتى بالثمرة من سنتها ويكون بينها وبين الغرس نحو شهرين وورق العنب وقشره بارد يابس والعنب جيد للمعدة مقو للبدن يسمن بسرعة ويولد دما جيدًا وينفع الصدر والرئة والمقطوف ينفخ ويحرك الطبع ويقوى شهوة الجماع ومادة المنى وحبه ينفع للسع الهوام دقا وضمادا واذا اردت العجب من الكرم من كثرة النفع وزيادة الحمل خذ قضبانا واغرسها من شجرة قريبة العهد فى النصف الاول من الشهر والطخ رأس القضيب بحثى٦٤ البقر وابدر فى حفرته شيئا من البلوط والنخوه والباقلا واذا اردت تسويد العنب الابيض فاحفر عن اصل الكرمة واسقها شيئا من النفط الاسود وفى كتاب البركة (١٠٣) ان نوحا عليه السلام شكى الى الله تعالى من الغم فاوحى الله اليه ان كل العنب الاسود واذا اردت ان لا يقع فيه الدود فاقطع طاقها بمنجل ملطخ بدم ضفدع او دم دب واذا اردت ان يسلم من البرد فبخر الكرم بزبل بحيث يعمها الدخان وانثر عليها ثمر الطرفا وماء الكرم الذى يتقاطر من عيدانه بعد كسحها يجمع ويسقى للمشغوف بالخمر بعد شرب الخمر من غير علمه فانه يبغض الخمر وورق العنب اذا دق ناعما وضمد به الصداع سكنه وذكر ابن القيم فى مفتاح السعادة فى التفصيل بين الرطب والعنب وهو ان الرطب افضل فى محل سلطانه لحضرموت والبصرة ونحْوهما وَالعنب افضل فى محل سلطانه كدمشق وحلب ولم يظهر ملحظ هذا التفصيل والذى احفظه ان العنب افضل من التمر وان شجرة التمر افضل من شجرة العنب وهو تفصيل حسن ومن الخواص ان من اخذ سبع زبيبات منزوعات العجم وجعل فى كل واحدة مقدار الحمصة من الصبر وبلعها واحدة بعد واحدة من غير مضغ ابراه ذلك من الدمامل انتهى قلت ولم ادر قوله واحدة بعد واحدة فى مجلس واحد ام فى مجالس والظاهر كونه فى مجالس اذ استعمال ذلك المقدار (١٠٤) من الصبر فى مجلس ربما اضر والعنب اليوم فى المدينة المنورة ثلاثه انواع المدنى ويقال له البرى والمرادوى(؟) وهو اجودها لوقته وحلاوته وهو يحاكى الزينى من اعناب الشام والبياض ويقال له الحجازى ويختلف فى الرقه والغلظ بالزمان والمكان والسوادى ومنه الخمرى وهو اجود ولا عجم لصغاره وهو كالحجازى يبقى بعد المدنى بمدة على حسب الزمان واحسن الاعناب ما كان فى حدائق قبا ثم العالية ثم جفاف ثم باقى البساتين والمتروك من العنب بعد قطعه نحو يومين او ثلاثة اعمد من المقطوف فى يومه ويقوى البدن اذا علق حتى يضم قشره ومن مضرته نفخ البطن واطلاقه وتصديعه الراس عند الاكثار منه ودفع ضرره بالرمان المر وهو اللفان فائدة يؤخذ قضيب من الاسود ومن الاحمر ومن الابيض وتشقه بحيث لا يقع شئ من قشرها ويلف بعضها ببعض وتغرس فيجرج(؟) كلها ساقا واحدا وتحمل الالوان الثلاثه شجرة واحدة والله تعالى اعلم ʘ ʘ ʘ
(حرف الفاء) فستق هو ما شاكل للبندق فى نباته بالجبال والاراضى الصلبه وهو مما يزرع زرعا من حبه ويحول اصولا فيغرس وتحويله اصلح من زرعه فكذلك هذه التى هى زوات القشور (١٠٥) كلها فان تحويلها باصولها وعروقها ومعها قطعة من التراب التى هى قائمه فيه اصلح واثبت وهذه الثلاثة الجوز والبندق والفستق قد تبطئ ويتاخر وقت حملها من وقت زرعها او غرسها وغرسه فى شمس الحمل الى الثور قال السيد محمد كبريت وتوافقه الارض الخشنه التى لا رطوبة فيها ولا يحتاج الى ماء كثير قال فى التذكرة تبدو ثمرته فى شمس الثور وتبلغ فى شمس السنبلة حار رطب فى الاولى لبه يزيل الخفقان ويزيد العقل قشره الاول يطيب النكهة ويشد الاسنان ويزيل قروح الفم قال السيد محمد كبريت ومنه شجرات فى الربعى من اعمال جفاف فجل له منافع كثيرة وقت زرعه من وسط السنبله الى وسط الثور وعن سعيد بن المسيب من سَرّه ان ياكل الفجل ولا يجد فيه رائحة فليذكر النبى صلى الله عليه وسلم عند اول قطعة منه فل قال الريحانه للشهاب الخفاجى هو نوع من الياسمين بلغة اهل اليمن زكى الرائحة ولم يذكره اهل اللغة فهو لغة مولدة وسماه ابن البيطار فى مفرداته النمارق (حرف القاف) قثا متى خلط بزرها قبل زرعه بالسكر وبقى معه اياما كثيرة او قليلة خرج الذى(؟) يحمله حلوا صادق الحلاوة واصدق الحلاوة منه ما اذا غرق حبه بالعسل ثم زرع ومن اراد ان يكون القثا حامضة فلياخذ بزر القثا ويغرقه بالخل ويجففه ويفرشه على حصير (١٠٦) نظيفة متفرقا لا يكون شئ منه بعضه على بعض فاذا جف فليغرقه ثانيا وثالثا كذلك ثم اعزله وجففه ثم ازرعه يخرج حامضا ومن اراد ان يخرج حلوا ايضا فليغرق بزره باللبن الحليب ثم يزرعه ويصب فى اصله عندما يبتدى القثه يعقد لبنا مخلوطا بماء حار فان القثا يخرج حلوا جدا وليس يحتاج فى مثل هذا الى كثرة المؤنة بل يؤخذ رطلان من اللبن فيمزجان بالماء الكثير ثم يصب الجميع بعد خلطه فى الاصل فى الاخر على هذا حتى يدخل عليه اللبن بماء حار وحكى بعضهم غير ذلك فقال ان اردت خروجه حامضا فغرق بزره بالخل المخلوط بشئ من الزعفران واذا اردته حلوا فان الذين يريدون عمل الخل ياخذون الدبس فمزجونه٦٥ بالماء الكثير ويجعلون خميره من الخل الجيد ويضربونه حتى يصير خلا حامضا فكذلك ان اردنا ان يخرج لنا ثمرة حامضا خلطنا برطوبتها الكثير شيئا حلوا لتنقلب الحلاوة وتكثر الرطوبة الحموضه مثل الحوسوا(؟) ووقت زرعه من الحوت الى اخر الحمل واما الخيار فسبيله سبيل القثا من الزرع فى اوقاته غير ان من اكله بقشره يخرج من المعدة سريعا قبل تعفينه ولا يجوز اكله مع اللبن فانه يجلب الفالج اذا زرع وصب عليه الخمر العتيق مع شعرة واحدة من الزعفران خرج منه البطيخ قنب وهو من المكيفات الشديدة العَمل وقد يزرع ببساتين المدينة المنورة قال السيد محمد كبريت فى (١٠٧) بعض مؤلفاته وتسمى حشيشته القفر قال الحسن بن محمد فى كتاب السوانح الادبيه فى مدائح القينيه سالت الشيخ جعفر بن محمد الشيرازى الحيدرى فى ســــــ٦٥٨ ثمان وخمسين وستمائه عن اصلها فذكر ان الشيخ حيدر كان كثير الرياضة وكان اتخذ له زاوية فى جبل من اعمال خراسان ومكث بها اكثر من عشر سنين فطلع يوما وقد اشتد الحر ثم عاد وعلى وجهه البها والسرور فسالته عن ذلك فقال خرجت وجدت كل شئ من النبات ساكتا لا يتحرك لسكون الريح وشدت٦٦ الحر ومررت بنبات مفرّح يميس بلطف ويتحرك من غير عنف كالثمل النشوان فاكلت من ورقه فوجدت فى قلبى الفرح والسرور ثم انه اوقفنى عليه فاذا هو العنب ثم انه امرنى بزرعه حول ضريحه بعد وفاته فلم تزل الحشيشه شائعه ببلاد خراسان واعمال فارس حتى تناقلها الركبان وفيها يقول محمد بن على الدمشقى . ʘ . ʘ .
.: دع الخمر واشرب من مدامة حيدر .: معنبرة خضرا مثل الزبرجد .:
.: يعاطى بها ظبى من الترك اغيد .: يميس على غصن من البان املد .:
.: فتحسبها فى كفه اذ يديرها .: كرقم عذار فوق جد مورد .:
.: يريحها ادنى نسيم تنسمت .: فتهفوا الى برد النسيم المورد .:
.: وتشدوا على اغصانها الورق .: فى الضحى فيطربها سَجع الحمام المغرد .:
.: وفيها معان ليس فى الخمر مثلها .: فلا تستمع فيها مقال معتد .:
.: هى البكر لم تنكر بما سحابة .: ولا عصرت يوما برجل ولا يد .:
.: ولا عبثت القيس يوما بكاسها .: ولا قربوا من دنّها كل ملحد .:
(١٠٨)
.: ولا نص فى تحريمها عند مالك .: ولا حد عند الشافعى واحمد .:
.: ولا اثبت النعمان تنجس عينها .: فخذها بحد المشرقى المهند .:
.: وكف اكف بالاكف واسترح .: ولا تطرح يوم السرور الى غد .:
وذكر الشيخ محمد الشيرازى القلندرى ان الشيخ حيدر لم ياكل الحشيش فى عمره وانما عامة اهل خراسان نسبوها اليه لاشتهار اصحابه بها وقد كانت قبل وجوده بزمان طويل مشهورة عند اهل الهند بل هى منه كانت الذّ شئ وعلى مهد اليونان ثم ابتدا السيد محمد كبريت فى ذكر خواصها وفى محاسنها فلا تسود وجه الصحيفه باوصافها مع الجزم بانه ليس من اعرافها والحمد لله الذى عافانا مما ابتلى به كثيرا من خلقه فنساله التوفيق لاداء ما يجب فى حقه ومما قيل فى ذمها ʘ
.: قل لمن ياكل الحشيشة جهلا .: يا خبيث قد عشت شر معيشة .:
.: دية العقل بدرت فلماذا .: يا سفيها قد بعتها بحشيشة .:
وقال بعض العلما كل ما فى الخمر من المذمومات فهو موجود فى الحشيشة وزياده فان اكثر ضرر الخمر انما هو فى الدين لا فى البدن وضررها فيهما فمن ذلك فساد العقل وعدم المروءة وكشف العورة وترك الصلاة والوقوع فى المحرمات وقطع النسل وتورث الرعشه ونتن الفم وسقوط شعر الاجفان وحفر الاسنان وضيق النفس وتصفير اللون وتنقيب الكبد وتحصيل السدد ونسيان الشهادة الى غير ذلك واما حكم استعمالها فالتحريم جزما لانواع المضار المشاهدة والعلل التى صلاتها ينقص العقول عاتدة٦٧ والتحذير المشاهد حسا والقبائح التى لا تحصى نوعا ولا جنسا وكم (١٠٩) رام بعض من الاخلاق له الحاق قهوة البن بها فى التحريم وقاس قياسات مع الفارق لكل ذوق سليم وطبع مستقيم كيف لا وهى شراب الصالحين والمعينة بشربها على النشاط لاداء العبادة فى الحين وقد اوردت على بعض اهل الحشيشة ما ذكر فى قبائحها فاجابَ بعد كلام بالتسوية بينها وبين القهوة واورد كلمات تصم منها الاذان وكنت اراه نوعا من الهذيان وذكرت لذلك ما اورده الطوفى الحنفى فى تفسيره قال اخبرنى الشيخ كمال الدين الحنبلى قال انشدنى تجرة الشيخ بهاء الدين النحاس النحوى شعرًا
.: لو قيل كم خمس وخمس لا عندى .: يوما وليلة بعد وبحسب .:
.: ويقول معضله عجيب امرها .: وليس هديت لها امرى اعجب .:
.: .: حتى اذا اخذرت٦٨ يداه وغودرت .: عيناه مما قد يخط ويكتب .:
.: اوفى على شرف وقال الا انظروا .: ويكاد من فرح يحن ويسلب .:
.: خمس وخمس ستة او سبعة .: قولان قالهما الخليل وثعلب .:
فجعل الحاضرون يتعجبون من غرابة وضعها فقال ابن النحاس مم تعجبون مثله فى القران ثم تلا اية ثم فكر وقدر ثم قتل كيف قدر الاية وهو تنظير حسن وهو فى معنى قولهم سكت الفا ثم نطق خلفا انتهى ومثله الجواب بالقياس على القهوة فانها اعظم كبره ورايت فى تاليف لبعض العلما فى اللبن والقهوة قال وسمعت من شيخنا السيد محمد البخارى وقد جرى ذكر القهوة وفوائدها ان من الشاهد يدل على ان القهوة لم تشرب الا احدثت النشا والاقبال الى الامور الشريفة والغفلة عن الشهوات البهيمية كالاكل والشرب والنكاح ثم اخبرنى نفسه (١١٠) انه اذا وقع له التفكر فى شئ من اللذات الدنيويه كالنكاح ونحوه يشرب القهوة فبمجرد شربها يترك ما كان يختلج فى نفسه ويميل الى امر شريف من الخير وهذا على وضعها انما كان لاثارة الهمة فى المعانى الشريفة قال على بن جابر الله وهو كما قال الشيخ محمد مكى فروح وهو كما قال انتهى ومن الفوائد ان يتلى عند شربها اسمه تعالى القوى وهو موافق لها فى العدد فمن تلاه عند شربها على طهارة راى لها تاثيرا عجيبا وفى ذلك يقول الفقيه عبدالله بامخرمه .:
.: اكذا على شربها قل يا قوى على اعدادها وبهذا اوص من حضرا .:
.: يقول ذلك عشرا بعدها مائة وستة فالزمنها تصحب الظفرا .:
ولذلك قيل ان بعض الملوك اراد منع شربها فاجابه بعض العلماء بانه لا سبيل الى ذلك انها موافقه لاسمه تعالى القوى فلا تصادم قوتها لموافقه اسم الله تعالى فكف عن ذلك قيل الذى اظهر القهوة اعطى له بلدة تسمى حيا وقال له المعطى حيا واشتهر بذلك وفى القاموس ان حيا بلدة فيها البن المليح فكان الساقى يقول هذه قهوة حيا واجوده الرزين الاصفر وارداه الاسود حار فى الاولى يابس فى الثانيه وقد شاع برده ويبسه وليس كذلك لانه مر وكل مر حار وبالجملة (١١١) فقد جرب لتجفيف الرطوبات والسعال البلغمى والنزلات وفتح السدد وادرار البول ويسكن غليان الدم وينفع من الجدرى والحصبا ولكنه يجلب الصداع ويورث السهر ويولد البواسير ويقطع شهوة الباة فمن اراد شربه للنشاط ورفع الكسل فليكثر معه من اكل الحلو ودهن الفستق والسمن وقوم يسربؤنهاخذرت٦٩ باللبن وهو خطا يخشى منه البرص والذى يظهر لى ان لا خلاف فى التحقيق بين قولهم بارد يابس او حار رطب لانه قبل قلبه يكون باردا يابسا وهو مشاهد فان استعمال قليله قبل قلبه يكون كذلك واما بعده فهو حار رطب يدل على رطوبته ظهور دهنية فيه على ان الماء يخالطه فيكتسب به اعظم رطوبة ومن المجرب ان من كان به صداع فشرب فنجانا من القهوة معصورا عليه ليمون من الحامض دفع عنه الصداع باذن الله تعالى بخاصة فى ذلك من منع اى بخار صاعد الى الدماغ
ومما قيل على لسان القهوة .:. ᵒ
.: ان المعشوقة الحمرا واحلا فى الفناجين .:
.: وعود الهند عطرنى وذكرى شاع فى الصين .:
قلقاس وهو من المنابت الحسنة الكثيره بالمدينة
(١١٢) افاد الشيخ عبد النافع بن عراف والشيخ قطب الدين الحنفى ان شخصا من العلما يسمى محمد اليس له سيرة جمعها فى ثلاثمائة كتاب وانه مات قريبا من تسعمائه واربعين وانه ذكر فى هذه السيرة انه صلى الله عليه وسلم اكل القلقاس وانه اهدى اليه من ايله انتهى وذكر ابن وحشية ان القلقاس اذا عجن اصله مع ورقه مع التمر اى تمر كان مع نواه موقوفا وطم فى الارض وتحتها زبل الحمير خرج من ذلك شجر الموز وان القى التمر اولا فى المهراس فدقه حتى يندق مع نواه ثم القى فوقه القلقاس ودقها جميعا وخلطهما ثم وضعهما فى الارض خرج منه شجر الموز الذى يحمل موزا كبارا صادق الحلاوة وان جعل القلقاس اولا فى المهراس وسحق جيدا ثم القى عليه الثمر خرج منه تلك الشجرة التى تحمل موزا صغارا وان هذه لاعجوبة والله سبحانه وتعالى اعلم قضب ويسمى البرسيم وعند اهله شجرة الذهب وهو مما يبقى فى الارض سبع سنين فما دونها ويزرع فى جميع فصول السنة فينبت الان بابراء ثباته منه يزرع من وسط السنبلة الى وسط الحوت لان شرط ثباته ان يعق فى وقت بارد بعد ثلاثة اشهر من زرعه ومن شروط ثباته تجويد مؤنته بان تغرق له الارض الى الركبة من شاغله ويجود له الدمن من اى دمن كان واصلح ومن له دمن (١١٣) الابل والبقر والغنم مطحونا ناعما وبعده الخيل والحمير والنعمه مخلوطه بالدمن تصلح له الغشيمة من الارض وكذا الفرث ودم المجزره ويجب تعهده بالتنبير والتزبيل ان امكن فى كل شهر بعد جزازه والا فبعد ثلاثة اشهر والا فبد٧٠ سنة وربما بقى بالعناية فى ارض العالية احدى وعشرين سنة وهى وارض قبا اوفق له لكنه يحتاج الى محل مشمس وفى الرمله كالجرف والحسا يصلح ولا بقاء له وله صبر على الماء فى الارض الصماغ كارض قبا حتى حكوا ان رجلا اشترى صيفا ببعض حدائق قبا فلم يجد بها مرقدا له فطلب من الفلاح ذلك فجز له الفلاح الى جانب منزله كذا حوضا(؟) من القضب ودفنه بالتراب وقال له شانك رشه بالماء وارقد عليه فلم يزل الرجل يرشه ويكنسه ويبيت عليه الى غاية الصيف فجد٧١ الرجل نخله ونزل الى بيته وترك هناك بعض عرائط يجمعها كل يوم فطلع يوما ليجمع عرائطه فوجد الفلاح قد ازال التراب عن ذلك القظب٧٢ وسقاه الماء فترعرع ورجع الى حاله واما بززه٧٣ ما نبت فى الجرف مثله المجلوب من الفلقان واردا منه المصرى لا بقاء له اكثر من سنة واحدة (١١٤) واما بزر البركتين فما لحق ببزر السوافل وقد جرب فى العالية فصح وقد زعموا ان اول بزره فاسدا ولا اصل له لصحتها بالتجربة وصلاحها وقد يطلق عليه الاب ويحكى ان بعض الروساء قال للشهاب القوصى انت عندنا مثل الاب وشدد البا فقال لا جرم انكم تاكلونى قال العلامة بدر الدين الدمامينى قال جمال الدين بن مالك فى التسهيل فى اوائله وقد تشدد بااب وخااخ وحكى ذلك لغة انتهى قلت وفى قوله تاكلونى نوع سوء تعبير فلو قال لا جرم انكم ترعونى لتم له التنكيت مع التورية البديعه المحتمله للرعاية والرعى تامل وانصف والله سبحانه اعلم (حرف الكاف) كمثرى قال ابن وحشية مما يوافقه ويصحح ثمرته ويقل حدوث الدود فيه ان تزبل الشجرة منه بزبل من خرء الانسان واخثاء البقر معفنين مع شئ من ورق الكمثرى فينبش اصل الشجرة ويطم هذا الزبل فى اصلها وليكن مخلوطا بتراب سحيق وان اردت اخثاء البقر فاسحقه دقا بالعصا واخلط ترابا مجموعا من الطرق المسلوكه فى المدن وبله بالماء العذب ودردى الزيت حتى يصير من الحسو واطله على ساق شجرة الكمترى٧٤ وفى اصول ما تخلط من اغصانها ينفعها منفعه عجيبة ويقويها ويدفع (١١٥) عنها وعن ثمرتها الفساد ومتى خرج ثمر الكمترىساق شجرة الكمترى٧٥ قليل الحلاوة او يابسا قليل الماء فاغل له ماء عذبا قدر ما يسقى وصبه فى اصلها ورش منه على اغصانها وورقها يفعل فى كل ثلاثه ايام يوما وليكن القمر زائد النور وادم ذلك اربع مرات فانها تحلو ويكثر ماؤها على ان لتكثير الماء فى جميع الاثمار على ما وصفه صفريت وجربناه فصح ان تزبيل هذه الشجرة فان الثمار كلها تزبل باخثاء البقر وزبل الخيل وورق الكراث وقط مدقوقا مخلوطا أيها حضر اعنى اى ورق احد الكراثين خضر وورق اى شجرة اردت ترطيب ثمرتها وحلاوتها فاجمع هذه الاجزاء سواء فى حفيره ويبول عليها الاكره ويرشون عليها الماء عذبا بيل٧٦ الشجرة وحلاوتها فلا يكون فى الزبل بول وان اردت كثرة الماء فامر الناس يبولون عليها وصب الماء وقتا بعد وقت فاذا عفن واسود فاقطع تلك الرطوبات وقيه من الحفرة يومين او ثلاث فاذا قب قليلا احفر على وجه الارض حتى يجف جدا وزبل به الكمثرى وغيرها من الاشجار بلا تغبير بل تطم اصول الاشجار ومن تعاهدها نبش اصولها دائما وسقيها الماء سقيا رويا فانه يزيد فى ماء الفواكه كلها ويرطبها ويطبب٧٧ طعمها ويوافقها (١١٦) ان تنبش اصولها دائما ويترك النبش اوقاتا ثم ينبش وهذا النبش هو ان يجئ الاكار الى شجرة الكمثرى فيحفر التراب من اصله بمقدار ذراع كما تدور الشجرة مقدار اربعة اصابع عمقا ونزولا فى الارض ثم يرد التراب فى مكانه كما كان ويطؤه برجله وطأ خفيفا وهكذا ينبغى ان يصنع بكل ما يوصى ان ينبش اصله من الشجر خاصته ثم يترك واذا طلى ساقها بمرارة البقر لا يقرب ثمرها دود وهو يسكن الصفرا ويقوى المعدة ويقطع العطش بارد يابس كارى قال السيد محمد كبريت هو كالنخل فى ذاته وصفاته يدرك بالاسد ويجن فى الميزان حار يابس فى الثالثة اذا وضع طلعه قبل ان يشقق فى دُهن سر النفس وقوى الحس وفرح وشد البدن ومنع الخفقان وهو يغرس فسيلا كالنخل فى اوائل الشهر فيكون اسرع لثمره ويطلب الماء الكثير والصواعق والبرق تفتحه الامطار اكثر نفعا له وغرسه فى فصل الشتا انسب والله اعلم (حرف اللام) لو وقت زرعه وغرسه فى الحوت وراى صفريت ان يغرس من ثلثى الجدى وهو يحتاج الى التزبيل بزبل البقر مخلوطا بورق اللوز وشئ من اغصانه معمنين٧٨ مع التراب السحيق وشئ من ازبال بعض الطيور غير الحمام فان الموز(؟) ذلك فليجمع احثاء٧٩ البقر مع قشور اللوز وورقه فى حفيرة ويبول عليه الاكره حتى يعفن ويسود ثم يجفف ويخلط بالتراب (١١٧) السحيق ويزبل شجر اللوز بالطم فى اصوله لا بالتغيير وليكن ذلك فى كانون الثانى او الاول فانه جائز على تزبيله وطم اصوله وهذا العمل للحلو منه واما المرّ فيزبل مرة واحدة بهذا الزبل وتوافقه الارض المتحجرة والرمليه والوعرة ويغرس منه الفسيل الصغير من اصله ويغرس من اطرافه ويزرع حبه منكوسا بعد قشره واذا نبت وله عامان نقل بطينته وهو يورق قبل توريد الشجر وعلاج المر منه ليحلو ثقب ساقه ثقبا مربعا فتسيل منه كالدموع فاذا حلا طعمه طم عليه التراب واذا كان لا يثمر يكشف عن ساقه ويبقى مكشوفا الشتاء كله لم يطم فان حمل والا شق ساقه مما يلى الارض ويوضع فيه عود قد برى ونقع فى بول ادمى معتق وهو يثمر بعد ثلاث سنين ومن خواص اللوز انه ان اكل قبل الخمر منع الاسكار البتة وقشور اللوز الحلو نافع للمعدة الرطبة التى تنقص عيش صاحبها بكثرة رطوبتها واذا اكل الحلو منه مع المر جميعا مدقوقين مع يسير من السكر والورد المطحون ازال علل المعدة وقواها تقوية محمودة وانا ارى ان يخلط مع هذا العمل مصطكا او ياكل قبله او بعده وينفع ذلك فى ادرار البول ونفى الرطوبات عن المعدة والامعا وعلى كل فله منافع عظيمة مفصله فى كتب الطب وذكر فى الخواص ان قشر اللوز اليابس اذا اخذ منه (١١٨) جزء فدق ناعما ويخلط معه مثله حنا ويضاف اليه ثلاثة عفصات مسحوقات وثلاث دراهم فلنقد(؟) ودرهم ابلج ودرهم مصطكى يسحق كل واحد مثل الكحل ثم يعجن بماء فاتر ويخمر وتخضب به المراة فانه يخرج ريش الغراب وقالوا ان بول الكلب اذا عفن سبعة ايام صار خضابا جيدا وكذلك القرنفل وكذا من اخذ هوندا من رصاص وقهره ووصع٨٠ فيه دهنا وسحق فيه ورق التين مصلوقا فانه يكون خضابا حسنا ليمون قال ابن وحشية يسمى الخشيشا وهو الليمون الذى يستخرج بالعصر ما فيه من حموضه يسيره يطفئ لهيب المعدة من الصفرا الا انه بعض ما يخالطه اذا بقى فيه يومين او ثلاثه ومتى ادمن الانسان اكل طعام يخالط ماء الليمون ادمانا كثيرا اورثه حما ناقصا وافسد احشاءه ومتى اصاب شجره شئ من العلل فينبغى ان يصب فى اصله الدم المخلوط بالماء وبول الحمار ويصب الماء الحار فى اصله ثم يصب فوقه بول الحمار ومما يوافقه ويعلجه ويقومه شديدا ان يحرق حب القطن بعيدان النارنج او الاترج ويجمع رماده ويخلط بردى الخمر مسحوقا ويغير٨١ به ورقه ويجعل فى اصوله منه ويداوم ذلك عليه مرارا فانه يزيل عنه جميع الافات ويقويه ويحسنه ويكثر حمله وينفعه منفعه بليغة وقال السيد محمد كبريت الليمون (١١٩) نبات هندى توافقه الارض الرخوة التى فيها ادنى ملوحه والرملية والحمرا المتخلجله وزرعه وغرسه كالنارنج وزهره حار حار٨٢ ينفع من الزكام البارد ويفتح سدد الانف ويفرح وهو مركب من ثلاثه اجزاء مختلفة الطبائع والمنافع فقشره حار يابس مضر بالمعدة مطيب للنكهة وحماضه بارد يابس يبرد التهاب المعدة ويسكن غليان الدم وينفع الحما المطبقة والكرب والغم والغثيان ويسكن الصداع والخفقان السوداوى ويقاوم سموم الافاعى بزره حار يابس بارد زهرة السموم الشربة منه درهمان مقسورا بما حار ومضغه يذهب ضرره والحلو منه وهو المستدير المصفر عند استوائه الرقيق القشر المشتمل على خلوط مما يلى اصله انتهى الى نقطة فقشره حار يابس فى الثالثة وبزره معتدل فى الثانيه يطفى اللهب والصداع والعطش والقى والغثيان وفساد الغداد بفتح الشاهية وقشره اشد وبزره اعظم والقول بانه يقطع النسل كلام عامى ومن عصر ليمونه حامضه فى لبن حليب صار قطيبا فى الحال واذا خفف الليمون وسحق بجملته مع وزنه سكرا واستعمل ازال البخار والدوخة وفتح السدد وماؤه يجلو الجواهر واذا جعل فيه الودع والنوشادر جلا البهق مملوحه يقوى المعدة ويزيل الوخم وهو يضعف العصب ويصلحه العسل والسكر وشمه يزيل الزكام وهو يقاوم السموم والله (١٢٠) تعالى اعلم (حرف الميم) مشمش وهو فى الغرس اجود وان كان الزرع هو الاصل ويزرعه يكون من نواه او يؤخذ من نوى ما قد بلغ من شجرته واستوفى مدته وتصح فيستخرج من المعالى عليه ويعزل للزرع فاذا اريد زرعه فليكن من اوائل الحوت الى اخر الحمل وهو عسر النشو ويسبق عليه الفساد كثيرا الا انه اذا نبت طال مكثه ونماوه فى الارض فليحفر له فى الارض حفائر لطاف ويجعل من اربع نويات الى سبعة لا زياده ولا نقصان ويسقيه ويتركه فاذا بدا ينبت وطلع فى الارض فليكنه من البرد بالتغطيه له الى ان ينسلخ البرد فان طال فى الارض فليحول الى موضع اخر ويفرق بين اصوله وان كانت مجتمعة تفريقا لا ينقطع منه عروقه ولا يزيل زرعه واذا كان فى هذا النامى فى موضع زرعه فلينبش اصوله بعد شهر من تحويله وزبل باحد الازبال الموصوفة للشجر تزبيلا دائما فى كل اسبوع فالمحول اصولا من شجرة عتيقة قضبان فانه لا ينبغى ان يزيل٨٣ هذا المنقول من المزروع قيل لكون تزبيله اقل واذا زرع او غرس والقمر زائد الضوء افلح ومتى زرع تحته ورد احمر ثمره ومضغ ورقه يزيل وجع الضرس وهو بارد رطب سريع العفونه يولد الحميات ويفسد الطعام موز اصله من نوى التمر غرس فى القلقاس وعفن بالسقى فنبت وهو شجر سريع سبط يطول فوق ثلاثة ازرع بحسب (١٢١) السقى وجودة الارض ولا يكاد يوجد فى بلد زاد عرضه على ميله وحد بلوغه سبعون يوما ولا تخصص ثمرته بزمن واذا بلغت قطعت وخلفتها مثلها من اصلها والفاضح غير جيد بل يقطع فجا ويكبس فى اوراقه اياما او فى التبن او الشعير او الحنطة واجوده الكبار حار رطب فى الثانية ينفع من السعال واوجاع الصدر وخشونة القصبة ولا فضلة له رماد قشره وشجره يدمل ويقطع الدم وان يجعل ورقه على الاورام حللها ويصلح بالعسل والسكر ويسمى قاتِل ابيه لا يحمل الا مرة ويموت وقنوه من خمسين الى خمسمائة موزه وهو يزرع ويحول ويغرس بمحل اخر فيسلا وان ترك فى محله لم يضره مالم يزدحم ولا زمن لغرسه وتوافقه الارض السليمة من جميع الطعوم وقد يحصل له ذبول وموت قبل ان يثمر قيل ودواه ان تشق اصوله ويُصب فيها فيها ما خلط بسحيق ورقه مع زبل غنم وترش اغصانه بخمر ممزوجة بماء ثم يرش عليها ما مطر ويغير بتراب سحيق جدا قيل ليس فى الدنيا شئ يشبه ما فى الجنة غيره لان الله تعالى يقول اكلها دائم وظلها وقد كان لا يعهد صلاحه فى الطائف وقد رايته فيه مع شدة البرد به الآن وما اظن ذلك الا لانتقال بعض البرد المعهود فى الطائف كما هو محسوس وقد ذكروا ان بعد كل قرن يحصل انتقال بعض صفات الاقطار من حر وبرد وشوم وسعادة الى غير ذلك وقد اخبرنى بعض (١٢٢) من يوثق به ان بلدة اصفهان من بلاد العجم كان لا يعهد فيها السموم وقد حدث فيها ذلك بحيث ان المترفين يتخذون لدفعه اماكن معدة لذلك وقد كان البرد بمكة ضعيفا جدا وشديدا بالمدينة جدا فضعف بالمدينة وزاد بمكة وقد كان الموضع المسمى الآن بالجوبانية رباط الامير جوبان المشهور بالنحوسه ما يسكنه ذو عيال الا واصيب فيهم ولا ذو مال الا افتقر كما نصه مؤرخ المدينة السيد على السمهودى نفع الله بعلومه وهو الآن بخلاف ذلك وهذا برهان واضح لما ادعينا وسياتى من كلام الحكما ما يثبت هذا المدعى ملوخية تزرع فى اخر السنبلة الى اواخر العقرب وهى من الحوائج الاصليه لسكان الحرمين توكل صيفا وشتا طرية ويابسه قال فى منهاج البيان هى الملوكيه وهى ضرب من الخبازى اجودها الاخضر العظيم الذى قضبانه الى الحمرة وهى باردة فى الاولى رطبة فى الثانية وقيل بارده رطبة فى الثالثه تنفع من الالتهاب اذا صمد٨٤ بها الصلب والمعدة وتنفع من سيلان الطمث واختلاف الدم والصداع واوجاع العين من حرارة اذا صمد بها مع دقيق الشعير وقيل انها تفتح السدد التى فى الكبد والمرارة واذا شرب من مائها ثلاثون درهما وهى تضر بالمثانه ويصلحها الورد او ماء الورد والله اعلم ᵒ ᵒ ᵒ
(حرف النون) نارنج وهو الكباد عند (١٢٣) اهل مصر يزرع ويحول غرسها فى الحمل او فى اواخر الحوت ولا توافقه الارض المختلطه بالرمل واذا اعتل فعلاجه ان يحفر له ويصب فيه دم الحجامة او الفصادة بعد خلطه اياما متوالية واذا زرع النرجس تحت شجر النارنج بدلت حموضته بحلاوه وهى حاره يابسه الا قشر لبه فانه بارد يابس واكل حماضه على الريق يضر الكبد ويتخذ من ليفه حبال السفن لقوته كذا ذكر السيد محمد كبريت واظن ذلك غلطا فاشتبه عليه النارجيل بالنارنج اذ لا ليف ثمة وذكر فى التذكرة ان فى قشره وورقه تفريحا وحماضه يكثر الصفرا والحرارة وقشره يسكن المغَص والغشيان وهو يضر العصب والعسل يصلحه انتهى وقال ابن وحشية اذا مرضت شجرته لا تنتعش الا ان يحفر اصلها ويصب فى تلك الحفرة الدم الممزوج بالماء الحار ويوافقها لبن الضان او دم الضان واوفق الاشياء بها دم الانسان الخارج بالحجامة او الفصاده يخلط بالماء ويصب فى اصلها اياما متوالية واذا اشتد البرد عليها اوهنها ومن منافعه ان قشره اليابس اذا اكل منه نصف درهم منع المغص والريح والقولنج والنفخ والقرقرة التى تحت الاضلاع وهضم الطعام ومنع فساد المعدة واذا سحق وسقى (١٢٤) للدابة الممغوصة برئت ونشطت من عقال نرجس اوفق ما يغرس النرجس فى الارض التى قد قام فيها الماء عشرة ايام الى عشرين يوما ثم يحجب الماء عنها وتجفف وقد بقى فيها شئ من الندى فليحفر فى هذه حفاير عمقها قدم او اقل ثم تجعل البصلة فيها وتغطى بالتراب الندى وتكبس كبسا جيدا بالتراب فاذا ابتدا يطلع منه شئ يسير يسقى سقية خفيفة ثم يتعاهده كذلك حتى يحمل وردة واذا عيد النرجس واريد توليده فليؤخذ قرن الغزال الايسر فليقطع قطعتين وينقع النصفان فى بول البقر سبعة ايام ثم يَضيفها الى عينى غزال او احدى عينيه ويجعلهما ان كانا عينين فوق القطعتين من القرن كل واحده منهما فوق قطعة وان كانت عينا واحدة فليضع فوق القطعة الاخرى عين اى شئ كان من الحيوان وليزرعها فى الارض الحارة التربة فى اول يوم الجمعة فانه بعد خمس وخمسين يوما ينعقد هناك بصلة او بصلتان من بصل النرجس وينبت نباتها ثم يحمل بعد خمس وتسعين يوما من اول يوم من طم القرن فى الارض وقد ذكروا انه من احرق الكرنفس٨٥ فى اصل النرجس اخرجه فى غير اوانه وكان ورده احسن واطيب وهو بارد رطب وقيل انه يزيل من الدماغ مضره دخان السراج اول السنة الى اخرها قال بقراط كل شئ (١٢٥) غذاء الجسم والنرجس غذاء العقل وقال جاليانوس من كان له رغيفان فليجعل احدهما فى سمن النرجس لان الخبز غذاء البدن والنرجس غذاء الروح وقال الحسن ابن سهل من ادام شم النرجس فى الشتا امن من البرسام فى الصيف واورد فى الحلية حديثا رفعه مسندا شموا النرجس ولو فى اليوم مرة ولو فى الشهر مرة ولو فى الدهر مرة فان فى القلب حبة من حبوب الجذام والبرص لا يقطعها الا شم النرجس وهذا الحديث مسلسل بالقضاة من اوله الى اخره لكنه ضعيف والحديث يعمل به فى الترغيب والترهيب والفضائل قيل هو بارد رطب نخيل نقل السيد محمد كبريت ان النخل نقل الى الاقاليم من فارس وكان ينبت فيها بنفسه وقال السيوطى فى كتاب حسن المحاضرة كل نخلة على وجه الارض منقولة من الحجاز نقلها النماردة الى الشرق ونقلها الكنعانيون الى الشام ونقلها الفراعنه الى باب النون وحملها التبابعة الى اليمن وعمان ويزرع ويغرس نوى ونسيلا من شمس الحوت الى شمس الجوزا وغرس النوى بحيث يجعل طرفه الغليظ مما يلى الارض ونقيره الى جهة القبلة وان غرس فلينظر اخر البلحه فباطن قوسه تحت النقير والطرف الرفيع هو المتعلق بالقمع وفى المحيط ينقع النوى فى ماء عذب حتى يتفرق ثم يجعل فى حفائر ثلاثا او خمسا او سبعا باليد اليمنى (١٢٦) فاذا تمت ثلاث سنوات صلح للنقل وقيل ينقع فى بول البقر ثم يجفف ثلاث مرات ويغرس فتحمل كل واحدة مقدار نخلتين ومتى زرع النوى مجردا انقلب الى نوع اخر واذا نقع فى الماء ثمانيه ايام جاء بسره احمر واذا حملت لم تغسل لاشتغالها بالحمل عن الغسل وتقبل اللقاح من فحل دون فحل وتحتاج الى التلقيح اكثر من مرة وتقبله مرة دون اخرى كالمراه تحمل من رجل دون رجل وتعلق بمرة وقد لا تعلق بمرار كثيرة ومتى اخصبت النخلة لم تحمل كالسِّمَن المفرط فى النسا يمنع الحبل وعلامته كبر راسها وغلظ سعفها وكثرة ليفها وشدة خضرتها بحيث تضرب الى السواد وعلاجها زبل الادمى بتراب سحيق وقطع بعض عروقها وتعطيشها ومنه عقيم لا يحمل ومنه ما يحمل سنه بعد سنه وعلته غلظ رطوبته وجموده وعلاجه ايقاد النار ست ساعات بجريد النخل وخوصه على ذراعين منها اربع مرات ثم تزبل بزبل الادمى والحمام ومن سِرّ الطبيعة انه اذا بنى بجانبها حائط مالت الى جهَة الفضا عنه ومدت براسها وكذا لو زاحمها غرس مالت الى جهة الفضا ولو احاط بها الغرس ضعف نموها واذا تقارنت ذكورها واناثها حملت حملا كثيرا والقحتها الريح وربما قطع اليفها من الذكور فلا تحمل (١٢٧) لفراقه ومن الموانع الحزن لعطش او لادمان شرب وعلامته ان يضرب ليفها الابيض الى حفره كدره وعلاجه زبل بقر يذاب بماء عذب ويطلى به على جمارتها من السعف ويصب منه فى قلبها وتعطش ثم تسقى قليلا ويعلق عليها صحيفه نحاس وزنها منوان ومن عجيب امرها انك اذا اخذت نوى نخلة وغرست منها جاءت كل واحده لا تشبه الاخرى واذا نقع النوى فى بول بغل وغرس جاء فحولا واذا اخذ نوى البسر الاحمر وحشى فى التمر الاصفر وغرس جاء بسر اصفر وبالعكس واذا ظهر بعض عروق النخلة من الجزع وقعت من دونها وغرست فانها تنبت كانها ودية والتى لم تظهر عروقها تضرب اوتادا فى جوانبها وتشك ويجعل عليها التراب والماء الى ان تضرب عروقها فيقطع من دونها فتغرس فتنبت وقال ابن وحشية اما وقت زرعه من النوى فهو من اواخر الحوت الى اواخر الجوزا وكذلك غرس نسيله وان زرع فى غير هذا الوقت او غرس ربما صح لكن هذا الوقت اجود ومما زرع فى هذا الزمان فينبغى ان يحفر له حفاير صغار بعد كل واحدة عن الاخرى ثلاثة اذرع تامة ثم يلقى ثلاث نويات او خمسه او سته فى الماء العذب حتى تفرق ثم تجعل فى الحفاير على هذا العدد الذى ذكرناه ويغطى بمقدار شبر مفتوح ترابا ويغمر على التراب التى عطى٨٦ به باليد اليمنى غمرا شديدا او متوسطا ويسقى الماء فان عمل هذا فى الحمل (١٢٨) كان فيه برد فينبغى اذا نبت ان تغطى بالبوارى والحصر والسعف فان النوى ينبت ويطلع من كل نواة خوصه واحده مدرجه فى طولها وتعلق فاذا مضت ثلاثة او اربعة او خمسة ايام او اكثر على مقدار طبع النخله التى ذلك النوى منها طلعت خوصه اخرى اصغر من الاولى ثم يطلع بعدهما خوصه ثالثه تورى انها طلعت من وسط الاثنين الاوليين ثم يعلو هذا الخوص ويستدير ساقه ويطول ويغلظ وقد ذكروا فى زرع النوى اراء ثلاثة قيل ينبغى ان يغمر قبل زرعه فى بول البقر ثم يزرع و(؟) لا يتحول عن اصله وان جميع نوى النخل اذا زرع مجردا عما كان البسر به من البسر او الرطب فانه يتحول فيخرج من نوى كل واحدة شئ لا يشبه حمل امها فمن اراد ان يخرج من نوى البرنى برنى فليغمسه فى بول البقر ثم يجففه فى الهوى ثم يغمسه ويجففه ايضا ثلاثا ثم يزرعه وقيل اذا اردت ان لا يتحول عن اصله فازرعه بلحاه كما هو يعنى تجعل الرطبة كما هى وكذلك البسرة والتمر كما هى ثم يفلحونه ويسقونه حتى ينبت واما غرس الودى فينبغى ان يطرح فى الحفير التى حفرت للودية سئ من سرجين٨٧ ومن خرء الناس ومعه زبل الحمام ثم يجعل الودية فوق هذا الزبل وطم بالتراب وتسقى الماء وقال فارس(؟) ينبغى ان يلقى فى حفيرة الودية قبل وضعها شئ من سرقين الحمير حارا كما يروثه الحمار او بعد زَمان قصير ثم يجعل الودية فوقه وتطم بالتراب فى اصلها (١٢٩) فوق السرقين ويداس التراب بالارجل ثم يسقى الما حتى يقف فى اصلها فان ذلك معين على نباتها وبعض اهل البلاد يتولون فى اصل الفلسان يعنى الودايا اذا غرسها اياما يرون ان ذلك معين على نباتها وان اخذ من ورق الكرم شئ فجمع والقى عليه شى من ورق الخس وجزء من خرء الانسان والحمام وعفن الجميع احدى وعشرين يوما يبول عليه الاكره ويقلب دائما ثم يجمع ويبسط حتى ينشف ثم يوخذ من خشب الكرم فيحرق مع سعف النخل ويخلط ذلك بالتزبيل المعفن ويزبل هذا النسيل وقت زرعه يجعل فى حفاير ويغرس فوقه ويزبل به اصولها فهو نعم العون على نباته واذا استعمل هذا لا يخلف واحدة عن النبات وينبغى ان ينقل النسيل ويوضع فى مغارسه يوم الاثنين يكون ذلك ابتداوه ويكون القمر زائد النور فى اقبال الشهر ومنذ يفارق القمر الشمس الى عشرين تخلو منه ويكون الواضع للودية فى مغرسها رجلا مرطوب المزاج فيه انوثه وعيولة بدن يغرسه وهو ضاحك مسرور وينفعل ذلك وان لم يكن حقيقة فيمزح ويفرح فان هذا قد جربناه فوجدناه صحيحا لا يختلف واعلم ان الودية بعد غرسها بدورة واحدة من دور القمر وهو سبعه وعشرون يوما وكسور اذا بال الاكره فى اصلها دائما نبتت (١٣٠) ونشات بسرعة وطلع سعفها كثيرا واعلم ان الودية اذا وقعت بعد غرسها فلم يظر٨٨ منها انتشار ولا نبات واجتمع سبعه انفس فاخذ كل واحد منهم انبوبه من القطب الغليظ الواسع ثم نفخوا فى تلك الانا نفخا يصل منه ما فى افواههم الى لب الودية وعدوا ما ينفخونه فكان الف نفخه او اقل او اكثر على حسب ما يتفق وفعلوا هذا سبعة ايام متوالية حتى يكون مبلغ النفخ سبعة الاف نفخه فى سبعه ايام من سبعة رجال حديث اسنانهم ليس فيهم شيخ ولا كهل ان تلك الودية تنشو وتشد وقد ورد فى الحديث اكرموا عماتكم النخل قال السيد كبريت وانما سميت عمة لانها خلقت من فضله طينه ادم عليه السلام ومن خواصه ان النظر اليه يسر القلب ويسرى الكرب ويبسط النفس ويحد الحدس وَمَرْجُو من خوصه ان يقطع رائحة الثوم والكرات مضغا ونواه اذا على٨٩ فى ماء الى ان يذهب نصفه نفع شربه من حرقة القضيب ومن منافعه ان من كان لا يرْزق شيئا من الاولاد لعله فيه فلياكل من طلع النخل الذكر الذى يوريه فانه يعقد منيه ويكون سببا لمجى الولد باذن الله تعالى اذا كان المانع منه لا من المراة وكيفية معرفة المانع من ايها هو ما ذكره الرازى ان تتحمل بثومة فى قطنه ويمكث سبع ساعات فان فاح من فمها رائحه تعالج بالادوية فانها تحمل والا فلا قيل وهى (١٣١) مجربه ومثله كما فى كنز الاختصاص معرفة البكر من الثيب ان يعجن ثوم بعسل نحل ويلطخ به شعرها ويترك تسع ساعات ثم تلبس ثيابا غير الاولى وتستنشق نكهتها فان شممت رائحة الثوم فهى ثيب والا فبكر وقريب منه اذا اردت تعلم المراة حامل بذكر ام انثى فانظر كفيها فان كانتا مائلتين الى لون الخضرة فانثى او صافيتين فذكر ومن منافع النخل ايضا انه اذا خيف موت الفجاة فى زمان الوبا وغيره فليتعاهد شم رائحة الطلع او قشره بان يكسر قشره ويشم موضع الكسر فانه يقوى القلب تقوية يدفع بها القلب عند وقع الحوادث وانصباب المواد اليه التى هى من اسباب موت الفجاة فان كان ذلك فى زمان لا يطلع فيه الطلع ولا قشره فشم رائحة الجمار الذى قلع من النخلة منذ يومين او ثلاثة فان ذلك اذا شم كسيره قام مقام قشر الطلع ومن طبع ثمار النخل كلها انه اذا غسل بها جميع الاثار الموثره فى الثياب والبسط فغسلت بماء الاشنان والتمر او الرطب قلع تلك الاثار وان اخذ انسان الاشنان الصحيح فدقه دقا قريبا من طحن بل دقا جرشا والقى فى اناء وصب عليه الماء العذب وطبخ طبخا بليغا حتى تخرج قوة الاشنان فى الماء ثم القى عليه التمر وهو حار يغلى وشاله بعود حتى ينحل التمر كله فى الماء (١٣٢) ويخلط به اختلاطا جيدا ثم غسل بهذا الماء اى اثر كان فى ثوب او بساط مما كان من الصوف والقز والكتان او القطن قلع ذلك الاثر كله قلعا سريعا وكذلك يفعل الخل اذا طبخه بالاشنان وغسل بهما الاثار قلعها كلها الا ان التمر والدبس مع الاشنان المغلى يكون قلعه ابلغ ويكون المغسول انقى وان جعل فى الماء الذى يطبخ به الاشنان المدقوق خل وماء ممزوجان وطرح فيه التمر من اول طبيخه حتى ينحل فيه جدا او تخرج قوة الاشنان والتمر فى الماء ثم صفى الماء تصفيه جيدة وغسل به الثياب الموثر فيها الاثار قلع تلك الاثار قلعا بليغا وان اخذ هذا الماء فصب على قلى ونوره ونقع ذلك يوما وليلة وصفى الماء تصفية جيدة وغسل به الثياب الوسخة كان فى قلع الوسخ كالصابون الخام واعلم ان الخوص الابيض من لب النخله او الذى هو لب النخلة نفسه اذا مضغ واجتمع الريق فى الفم يمضغه ثم مجه الذى مضغه فى العين الذى اصابتها طرفة فاحمرت نفعها جدا وقد ورد فى الحديث الشريف من تصبح فى كل يوم بسبع تمرات لم يضره فى ذلك اليوم سم ولا سحر قال المرجانى فى تاريخ المدينه السم كل ما يخالف بجوهره عند ملاقاته قال ابو الحسن الفيلسوف والفرق بين السم والدوا القاتل ان السم لا يكون الا من حيوان (١٣٣) وما يقتل من غيره يسمى دوا قاتلا وقد وضع ابن وحشية فى ذلك تضعيفا وذكر ان منها ما يقتل بالشم ومنها ما يقتل بالشرب او الاكل او بالنظر فقط او بالسمع واطلق على جميعها اسم السم فدخل ما هو من حيوان او دوا مركب فقوله عليه الصلاة والسلام لم يضره سم يدخل تحته جميع انواع السموم وقد قيل ان بعض العلما كان يحمل بندقه وعفصه فالبندقه تدفع العقارب والعفصة تمنع طلوع الدمامل وقيل من نظر للسيهى وهى نجم خفى مقارن لبنات نعش لم تلسعه عقرب ولا حية تلك السنة وقيل من علق عليه الغاريقون لم تلسعه عقرب انتهى وسنعقد ان شاء الله تعالى فصلا فى ذلك فى اخر الكتاب ومما ابتلى به اهل المدينة المنورة شراء الودايا مع الحكم بغالب الظن ان البائع لا يملكها لغلبة النخيل الموقوفه على المملوكة بها وعدم توقف الفلاحين فى التصرف واقل ما يناله الانسان من العقربه عدم صلاحها او عدم بلوغ الغارس الانتفاع نثمرتها٩٠ وهذه محر(؟)عمت والخلاص منها من اسهل الاشيا يقال ان سبكتين سال بعض ملوك الهند عن سبب طول اعمارهم مع جحدهم الصانع وتكذيبهم الرسل وقصر اعمار ملوك الاسلام مع التصديق والاسلام فقال ملك الهند للرسول ما اعطيك الجواب حتى تقطع هذه الشجرة المثمرة فضاق صدر الرسول وتعلقت همته (١٣٤) بقلعها فبد٩١ قليل وقعت الشجرة فقال الملك هذا جوابك فاذهب الى السلطان وقل له هذه همة واحدة فكيف بهمة جماعه من المظلومين فى قلع الظالمين ويحكى عن سبكتكين المذكور لما غزا الهند انتهى الى قلعة ممنعه عصبت عليه فخرج اليه بعض اهلها وقال انك لا تقدر عليها الا ان تصنع ما اقول لك قال قل قال اذا كان وقت طلوع الشمس مر الجيش بتطبيل الطبول تطبيلا مزعجا ثم ازحف انت والجيش على القلعه يدا واحدة ففعل ذلك ففتح القلعَة فساله عن السبب فقال ان اهل هذه البلدة اصحاب همم وتوجهات وقد صرفوا هممهم الى دفعك عنها ولا يوسوس على انفسهم ويُفرقها سوى الطبول المزعجة فلما فعلت ذلك تفرقت هممهم وشغلوا عن التوجه ثم اعلم ان غرس النخل من العمل الغير منقطع قال الامام سيد(؟) ادم .:.
.: اذا مات ابن ادم ليس يجرى .: عليه من افعال غير عشر .:
.: علوم بثها ودعاء نجْل .: وغرس النخل والصدقات تجرى .:
.: وراثه مصحف ورباط ثغر .: وحفر البئر او اجراء نهر .:
.: وبيت للغريب بناه ياوى .: اليه او بنا محل ذكر .:
.: وتعليم لقران كريم .: فخذها من احاديث لذكر .:
وقال ابو حاتم ومن العجايب وهو ما اكرم الله تعالى به الاسلام ان النخل لا يوجد الا فى بلاد الاسلام البته مع ان الحبشه والنوبه بلاد حارة وليس فيها نخل وفى (١٣٥) الكشكول تقول العرب اذا ظهر البياض قبل السواد يريدون بالسواد التمر والبياض اللبن ويعنون انه اذا اتسع الخصب وكثر اللبن قل التمر فى تلك السنة وبالعكس فائدة فى معرفة ارتفاع المرتفعات من نخل وغيره من دون اسطرلاب وهو ان تضع مراة على الارض بحيث ترى تراس المرتفع فيها ثم تضرب ما بين المراة ومسقط حجره فى قدر قامتك وتقسم الحاصل على ما بين المراه وموقفك فالخارج ارتفاع المرتفع وله طريق اخرى وهو ان تنصب مقياسا فوق قامتك ودون المرتفع ثم تنظر راسه بخط شعاعى وتضرب ما بين موقفك ومسقط حجر المرتفع فى فصل المقياس على قامتك واقسم الحاصل على ما بين موقفك وقاعدة المقياس وزد على الخارج قدر قامتك فالمرتفع قدر ارتفاعه ᵒᵒᵒᵒ
(حرف الواو) ورد قال الحسن بن سهل اربعه لا تطيب الا باربعة الورد بالمسك والنرجس بماء الورد والبنفسج بالعنبر والريحان بالعنبر ايضا والحيلة فى ان يبقى الورد سنة كامله طريا ان يؤخذ ازرار ورد لم يفتح ويملا به جرة فخار جديده ويطين راسها تطيينا محكما لا يتخلله الهوى وتدفن فى الارض فانه يخرج منه الورد متى شئت الى اخر السنه كهيئته حين ادخلته فيها فترش عليه الماء (١٣٦) ويترك فى الهوى ساعة يتفتح وردا طريا كالذى يقطف من شجره واكثار شم الورد يضعف الباه بالخاصية لكن من الخواص المجربة انه اذا اخذ اربعمائة درهم ماورد وطفى فيه سبعة دراهم فضه سبع مرات ثم خمسة دراهم دهب٩٢ خمس مرات ثم اربعين درهما حديدا تسع مرات وشرب منه خمسة عشر درهما فانه يزيل علل الاعصاء٩٣ الغذا مطلقا وهى من الفوائد المكتومة واول ما يمحوا ما كان عن سودا من طريق الخواص من احرق السداب فى اصول شجر الورد حتى يرتفع وهج الاحراق الى الشجر فى اى وقت كان من السنة التى لا تورد شجرة الورد فيه اوردت بعد ايام قلائل ورد اعضا ويحتاج الفاعل كذلك هو بنفسه لا غيره ان يجمع رماد الذى احرقه فيخلطه بالتراب وينبش اصل الشجرة التى عرق(؟) ذلك فى اصلها ثم يسقيها الماء للوقت ثم يسقيها الماء بعد ذلك كالعادة لا اكثر ولا اقل فانه يكون من ذلك ما ذكرنا ᵒᵒᵒᵒᵒ
(حرف الهاء) هندبا قال ابن وحشية البستانى فيها قوة يعمل بها لانه يبقى المسك واللحمان كلها فى شدة الحر لا تفسد وذلك بان تعمد الى اناء من خزف فتدلك داخله وخارجه (١٣٧) بورق الهندبا بللا جيدا وان دق ورق الهندبا ودلك بالراحة على الاناء كان ذلك جيدا ثم يوخذ على الراحه زيت اخضر فيطلى به الاناء فوق الماء المطلى به الهندبا ثم ليجعل فى الاناء ما يريد ان لا يفسد فانه يبقى اياما لا يتغير ولا يفسد وبين الهندبا والديك موافقة ظريفة وذلك ان الديوك كلها وخاصة الابيض اذا اخذ انسان شيئا من ورق الهندبا البستانى فلففه لفائف صغارا ولقم الديك تسع لقم فى ثلاثة ايام كل يوم ثلاثة لقم وليكن هذه الايام الاربعاء فان الديك يالف ذلك الانسان الذى لقمه الفا شديدا حتى اذ رآه انس به ولم ينفر منه وهذا من ابواب تسخير البهائم واظن ان هذه الهندبا تحتاج الى تنجيم حتى يتم به هذا العمل ورايت فى الخواص من رءا الهلال فقال عند رؤيته نذرت لله ان لا اكل هندبا ولا لحم فرس لم يؤلمه ضرسه فى ذلك الشهر فصل اعلم ان كل ما فى هذه المنابت المذكوره البرية والبستانيه فيه طعم كريه مانع من اكله مثل المرارة والحرافه وشدة القبض والعفوصه فان هذه الطعوم وغيرها تزول بانقاعه بالماء يوما وتغييره (١٣٨) عنه مرتين ثم طبخه بما فى غير الما الذى نقع فيه مرتين ايضا فان كل طعم كريه يزول عنه بهذا الفعل واما ما كان فيه حرافة فقط لا تخالطه مرارة ولا عفوصة مثل البصل والكراث فقد يكفيه ان يخلط بالماء الذى ينسلق فيدخل حامض فانه يزول عنه ذلك وان اردت اخراج حموضة بعض المنابت او الثمار مثل الحصرم اذا كثر فانه اشد الثمار حموضة وحماض الاترج والرمان الشديد الحموضة والسفرجل الفج كذلك والاجاص الفج والباذنجان الشديد الحمض ان ينقع هذه فى ماء عذب قد القى فيه ملح كثير صاف ثم يطبخ بالماء والملح ويبدل ماؤه وملحه مرارا فان الحموضة تزول عن هذه كلها بهذا النضج واما صفريت فانه اشار فى الاشياء كلها الحريفه الشديدة الحرافه بانه يزول عنها بالادهان والاسخان فان كان الزيت ودهن السمسم والسمن يكثر حروفها وحدتها وذلك بان تطبخ على نار جمر لا تكون مشتعله ببعض هذه الادهان مع يسير من الماء العذب فان الماء يدخل فيها بالحرارة ويدخل الدهن معه فيصطلحان بالماء والدهن تلك الحرافة والحدة ويزيلها كلها قال وينبغى فى هذه الاشياء الحريفه الحادة ان تطبخ بالماء والدهن كما وصفنا فاذا مضى عليها اربع ساعات او خمس فليذق منها فان كان فيها طعم حاد لذاغ حريف فليداوم (١٣٩) طبخه وان كانت تلك الطعوم ذهبت عينها فان كان ذلك المطبوخ سبيله ان يؤكل مع بعض الماء الذى طبخ فيه فاتركه فى الماء حتى يبرد والا فاخرجه وحده من الماء وهو حار لا يتركه فى الماء حتى يبرد واما ترتيب الفواكه فى الاكل هل يقدم على الطعام ام لا فنقول قد جمع المرحوم العلامه الشيخ على الاجهورى ما يقدم على الطعام من الفواكه وما يوخر فى ابيات فقال .:.
.: قدم على الطعام توتا خوخا .: ومشمشا والتين والبطيخا .:
.: وبعده اجاص كمثرى عنب .: كذلك رمان ومثله الرطبا .:
.: ومعه الخيار والجميز .: قثا تفاح كذاك اللوزا .:
قلت ولا تظن ان الترتيب يخص الفواكه بل يعم سائر الاطعمه قال فى الكشكول ان سوا الترتيب فى الاكل تقديم سريع الهضم على بطيئه لان السريع ينهضم ويبقى فى المعدة ولا يجد سبيلا الى الخروج حتى ينهضم الغليظ لوقوفه فى طريقه ويفسد وقال النفيسى فى شرح الاسباب والعلامات سواء الترتيب عند بعضهم تقديم اللطيف على الغليظ فانه ينهضم اللطيف للطافته ولقوة هضم قعر المعدة واذا انهضم انفتح البواب بالضرورة ليخرجه الى الامعاء فيصحب(؟) شيئا من الغليظ قبل الهضم ويتولد منه السدد فى الكبد ولو قدم الغليظ لكان فى قعر المعده اقوى فكما ينهضم الطيف٩٤ بالهضم الضعيف ينهضم بالهضم القوى فيتكافآ (١٤٠) الهضمان من غير ضرر والحق ان التفاوت بين الغليظ والضعيف فى قبول الهضم ان كان على مقدار تفاوت قوة هضم اسفل المعدة واعلاها لم يكن فى تقديم الغليظ ضرر وكذا ان كان التفاوت بينهما فى الانهضام اكثر من ذلك لكن ان كان الرمان٩٥ الذى بينهما يتدارك ذلك التفاوت لم يكن هناك ايضا فى تقديمه ضرر اما اذا كان بينهم التفاوت اكثر من ذلك والزمان اقل من ان يتدارك التفاوت كان فى تقديمه ضرر بالضرورة




Notes


١٨يفتق
١٩احتمال: يعْني
٢٠أو فليشمل
٢١ضارة
٢٢أكله
٢٣فيغرس
٢٤احتمال: يزيد
٢٥خشب
٢٦نيسان
٢٧أيلول
٢٨غطيت
٢٩احتمال: من
٣٠سويقه
٣١او ودمَن
٣٢الشعر
٣٣احتمال: تخفف
٣٤الخبز
٣٥الخبز
٣٦السندروس
٣٧طلى
٣٨الثانية
٣٩نشوه
٤٠بعد
٤١الفراغ
٤٢فوائد
٤٣شرافات
٤٤استغراق
٤٥تكرار
٤٦صيغ
٤٧النكرة
٤٨احتمال: نضجه
٤٩غصنا
٥٠خيط
٥١احتمال: أخرج
٥٢تكرار
٥٣الخشب
٥٤صبغه
٥٥الارتفاع
٥٦يا رسول
٥٧فدعا
٥٨ثم
٥٩بعض
٦٠احتمال: تفرق بينها جدا
٦١الصحيح أخثاء
٦٢المعاناة
٦٣تفصيل
٦٤بخثي
٦٥فيمزجونه
٦٦وشدة
٦٧احتمال: عائدة
٦٨في الموسوعة الشاملة: خدرت
٦٩يشربونه
٧٠فبعد
٧١احتمال: فجز
٧٢القضب
٧٣احتمال: بزره
٧٤الكمثرى
٧٥الكمثرى
٧٦احتمال: يبل
٧٧يطيب
٧٨احتمال: معفنين
٧٩أخثاء
٨٠ووضع
٨١احتمال: ويغبر
٨٢مكرر بالأصل
٨٣احتمال: يزبل
٨٤احتمال: ضمد
٨٥احتمال الكرفس
٨٦غطى
٨٧شيء من سرقين
٨٨يظهر
٨٩غلي
٩٠احتمال: بثمرتها
٩١فبعد
٩٢تصحيح ذهب
٩٣الأعضاء
٩٤اللطيف
٩٥الزمان