Ibn Baṣṣāl, Kitāb al-qaṣd wa’l-bayān.


[P.109] الباب العاشر فى زراعة الحبوب من القطانى وما اشبهها مما
يستعمل فى البساتين منها للحاجة اليها والتجمل بها

زراعة الحمص
وجه العمل فى زراعته ان تدبر له الارض قبل ذلك بالحرث بسكتين او ثلاث، وتطيب ثم تقام الارض احواضاً يكون فى طول الحوض اثنا عشر ذراعاً وفى عرضه اربعة اذرع ثم تثرى الارض بالماء ويزرع الحب فيها ويترتب صفوفا يكون فى طول الحوض خمسة صفوف بطول الحوض فى كل صف منها خمس وعشرون حبة فى طول الحوض، وعلى هذا الحساب يقع لماية [لمائة] حوض ستة ارطال ويكون التراب عليه مقدار اصبوعين [اصبعين؟]، واذا زاد على ما ذكرنا فلا يسقى بالماء بعدها، لانه يعقد بالماء تحت الارض ويوافقه من الارض الحرشا ويوخذ بالاطعام فى الارض السمينة الا ليأتى الحمص فيه رخصا ويطعم شجره، واذا زرع فى الارض الغليظة سقى اربع سقيات او خمسا، واما فى الارض الحرشا فسقيتين او ثلاثا يكفيه ويزرع البكير منه فى شهر فبراير والمؤخر منه فى شهر مارس والذى يزرع منه موخرا يجعل فى مثل سواقى البصل فيأتى اخضر عظيم الحب واذا تعوهد بالسقى والعمارة بقى بغضارته ورخوصته، وهذا هو العمل فى زريعته على السقى ويزرع ايضا فى غير السقى ويأتي جيدا امتناهيا [متنهيا؟] هـ.

{P.110} زراعة الفول
يزرع الفول فى الارض المعمرة الطيبة السمينة، ووجه العمل فيه ان تقام له الارض احواضا على ما تقدم من الطول والعرض، وانما ذكرنا الطول والعرض ليعرف ما يقع لماية حوض من الزريعة وبحساب ذلك يوخذ للحوض الواحد منها ثم يوخذ الفول وينقع فى الماء يوما وليلة ثم يخرج من الماء ويزرع وقت خروجه منه، وصفة زراعته ان يرتب الفول فى الاحواض صفوفا فى كل حوض اربعة صفوف بطول الحوض، ويكون فى كل صف منها عشرون حبة فتنزرع فى لماية حوض منه عشرون رطلا قبل ان ينقع فى الماء، وتكون الارض على جهة منها نحو اصبعين فى اثر ذلك فاذا بدا الفول بالتنوير سقى لان الفول ينور قبل ان يطعم بشهرين.

وتوافقه الشمس وبها يصلح فان نبت بين الفول عشب يرتقب له يوم طيب ينقش فيه ويقطع عشبه ولا يبلغ به فى النقش مخافة الجليد عليه والبكير من الفول انجب من الموخر وزراعة البكير فى شهر اكتوبر ويوافقه من الارض السمينة والمدمنة واللينة الرطبة المودكة ولا توافقة الارض الهزلة ولا الحرشا المضرسة التى لا ودك لها.

هذه الزريعة لا تزرع الا بعد ان تدبر حتى تسمخ ووجه العمل فيها ان نوخذ الزريعة كما هى غير مقشورة وتجعل فى آنية ثم تغمر بالماء ويبقى فيه يومين وليلتين ثم يهرق عنه الماء ثم يربط على فم الآنية خرقة لتغم بها وتجلس للشمس النهار كله فاذا كان من الليل دفنت الآنية كما هى فى زبل حار، فاذا كان النهار اخرجت للشمس يكون هذا دأبها حتى تبدو الزريعة بالتسميخ شرع فى زراعتها وان لم يتمكن دفنها فى الزبل كما ذكرنا فلتجعل فى الليل فى بيوت الطبخ وتقرب من النار بحيث يصل اليها الهواء الحار بلطف واعتدال، واذا انتهت الزريعة الى ما ذكرنا قصد الى المشارق المكنة، وتقطع فيها الارض وتقام {P.111} احواضا على ما تقدم وتكون الاحواض بطول الحايط ويطرح فى كل حوض من الزبل المودك المخدوم الرطب حمل وتطيب الارض تطيباً جيداً ثم تزرع الزريعة المذكورة فى هذه الاحواض تنزرع فى عشرة احواض منها اربعة ارطال وبحساب ذلك يزرع منها ما قل وما كثر وما صغر وما عظم ثم تحرك الزريعة بالاحواض تحريكا جيدا ثم يدخل عليه الماء مرتين فى الجمعة الى ان ينبت ويعتدل نباته ثم تدخل اليها وتخفف وتعتدل وتنقش بعد ان يتمكن النبات ويقوى بين اصل وآخر حدود الشبر وتكون زراعتها فى شهر مارس ووقت حصاده شهر شتنبر

وهذه الصفة هى لما يترك منه فى موضعه ولا ينقل ومن اراد تنقيله فهو احسن له، ووجه العمل فيه ان ينظر فيه اذا نبت واعتدل النبات وذلك فى شهر مايه تقطع له الارض التى ينقل اليها يصنع له احواضا على ما تقدم وتطيب الزبل ثم يقام النقل ويغرس فى هذه الاحواض وترتب فيها صفوفا يكون فى كل حوض خمسة صفوف بطول الحوض ويجعل بين اصل وآخر حدود الشبر ويسقى بالماء مرتين فى الجمعة، فاذا اتحد النقل ونبت قطع عنه الماء فاذا طاب ثراه نقش ثم يترك حتى يحتاج الى الماء وعلامة ذلك انه يظلم ويعلوه سواد فيبقى عند ذلك وتواظب بالسقى مرتين فى الجمعة الى اول غشت ثم يقطع عنه الماء ولا يسقى الا ان يرى انه محتاج الى الماء فيسقى مرة واحدة ولا يزاد عليها لانه متى سقى تنعم واشتغل بتنعمه عن الزريعة ولاجل هذا توافقه الارض المحسومة القحطة التى لا رطوبة فيها ومتى زرع فى الارض الكريمة تنعم كما ذكرنا اولا ماية حوض وان كان النقل وقت غرسه ضعيفا جعل منه اثنان فى واحد وان كان غليظا اغرس كل واحد على حاله وهو نبات ذلك1 يتولد كثيرا (هـ) وجه العمل فيه.

{P.112} فصل: والارز لا يستعمل فى الاكل الا بعد التقشير واحسن العمل فى تقشيره ان يطرح الارز فى المزاود المصنوعة من الجلود المشكزة فتملأ منه ثم يضرب عليها بخشب البلوط ويدق شيئاً بعد شىء وقد يجعل معه الملح المضرس ويدق معه فى المزود فيسرع بذلك تقشره ثم يغربل فما تقشر منه خرج من تحت الغربال وما لم يقشر بقى على ظهره فيعاد العمل حتى يتم ان شاء الله.

زراعة اللوبيا
وجه العمل فيها ان تقام الارض احواضا وتقطع تقطيعا جيدا ويكون كل حوض منها على ما تقدم من الطول والعرض ثم يدخل عليها بالماء لتبرد الارض ويأتى ترابها معتدلا طيبا ثم توخذ الزريعة ويجعل فى كل حوض منها صفان مع طول الحوض ويكون فى كل صف عشرون حبة فتنزرع مائة حوض من الزريعة مقدار ثلاثة ارطال ولا يسقى بالماء بعد الزراعة، ومتى سقيت فسدت على كل حال لانها زريعة لزجة ويوافقها من الارض الحرشا والمدمنة والارض الرطبة الباردة وتوافقها الارض السمينة وتتنعم فيها وتورق كثرا ولا تحمل فى هذه الارض من اجل اشتغالها بالتفريع

ووقت زراعتها شهر ابريل فاذا قام نباتها وطلع سقى بالماء فان تأخر اثمارها قطع عنها الماء فتعقد عند ذلك وتحمل ولا ينبغى ان ترمل لانها معتدلة مايلة الى الرطوبة واكثر ما ينبغى ان تحفظ من سقيها بعد الزريعة

زراعة العدس
العدس يشبه القمح فى زراعته وتدبير ارضه، وذلك ان القمح لا يزرع الا فى القليب الجيد المخروق المدبر وحينئذ يجود، وكذلك العدس بكيرا مع القمح فى زمن واحد اذا كان دون سقى واما الذى يزرع فى ارض السقى فيزرع فى شهر فبراير، والبكير {P.113} منه افضل وهو من الحبوب الصحراوية، الا انه قد يستعمل فى البساتين على ما وصفنا وهو وجه العمل فيها ان شاء الله واعلم ان الفول والكرسنة والترمس والجلبان تجود الارض ويكون لها بمنزلة القليب ولا يفعل للحمص ذلك.

زراعة الجلبان الشلنق
هذا الشلنق افضل اصنافه وصفة زراعته على نحو ما ذكرناه فى زراعة العدس تزرع مائة حوض منه عشرة ارطال ووقت زراعته شهر2 حتى ييبس ويحتفظ به من المطر الا ان ينزل عليه وهو للشمس لانه لا يضره اذا كان قد يبس واما اذا نزل عليه حين خروجه فلا يضره وكذلك ينبغى ان يحفظ من المطر بعد قلعه الا ان ينقع لان ذلك ايضا يضره ان نزل عليه مطر كثير.

زراعة الفنج
العمل فيه ان تقام له الارض احواضاً ثم يدخل عليها الماء فتروى به، فاذا طاب الثرى زرعت فيه الزريعة ويحرك التراب عليها وتترك لا تسقى بعد الزريعة حتى تنبت ويعتدل النبات ويصير فى حدود الشبر وتترك كذلك حتى ترى انه محتاج الى الماء بما يعلوه من الدهمة، فيسقى عند ذلك ويتحرك مرة دون سقى فاذا نظر اليه انه محتاج الى الماء سقى يفعل به هذا ثلاث مرات ونحوها وبها يتخلص ان شاء الله تعالى. وتكون زراعته فى نصف مايه وتنزرع مائة (حوض؟) من زريعته اربعة ارطال وهى الاحواض التى قدمنا زرعها ويوافقه من الماء الحلو ومن الارض السمينة واللينة والرطبة ويجنب الماء فى اول نباته لانه متى سقى او نزل عليه ماء ارتفع التراب ودخل فى اعينه اللطاف فيعمى من اجل ذلك وكذلك يعترى الدخن فى اول نباته مثل هذا.

{P.114} زراعة السمسم
وهو الجلجلان هذا النبات ضعيف ولذلك تتأخر زراعته من اجل انه اذا بكر به آذاه البرد واضر به، ووجه العمل فى زراعته ان تقام له الارض احواضاً على ما تقدم ثم يدخل عليه الماء وتثرى به فاذا هى طابت وزرعت فيه الزريعة قبل ان يجف ثم تحرك مع الارض تحريكا جيدا حتى تستتر فى التراب ولا يظهر منها شىء على وجه الارض ثم تترك ولا تسقى بعد الزريعة ومتى سقيت فسدت فاذا نبتت واعتدل النبات ترك حتى يكون فى قدر الاصبع ثم تدخل اليه ويخفف منه ما كان لفيفا حتى يكون بين اصل وآخر نحو الشبر وينقش عند ذلك ثم يسقى ويتعاهد بالسقى مدة الصيف كلها مرة فى الجمعة فاذا كان فى النصف من اغشت قطع عنه الماء ويوافقه من الارض المدمنة السوداء والرملة الحرشا ويجنب به الارض الغليظة لانها تشتد عليه وتقطعه وتنشق ايضا وتدخل الشمس الى اصوله فتجف لذلك، ووقت زراعته شهر ابريل وحصاده فى شهر شتنبر فى آخره وينبغى اذا حصد ان يعمل منه قبض كثيرة وتربط وتوقف على اصولها مشدودة بعضها الى بعض ولا يبسط فى الارض البتة لانها ان بسطت انتثرت الزريعة من اكمامها وتزرع مائة حوض منه ثلاثة ارطال

زراعة القطن
وجه العمل فيه ان تدبر له الارض تدبيرا حسنا وتدمن بالزبل الرقيق البالى او بزبل الضأن ثم يحرز بالحرث فى شهر يناير ثم تترك قليلا ثم تثنى ثم تثلث يفعل بها هكذا حتى تنتهى الى عشرة سكك، وهذا هو العمل الذى يسمى العشرى واكثر من يستعمله اهل صقلية فاذا انتهى العمل الى ما وصفنا دخل الى الارض واقيمت احواضاً، فان اوفق وقت الزراعة ان تكون الارض ثرية فحسن والا ادخل عليها الماء وثريت وطيبت ثم تزرع وينبغى {P.115} ان تدبر الزريعة قبل زراعتها وذلك ان تدخل الزريعة الذى ينفض الحلاج ويرش بالماء، ويرمى عليها من الزبل البالى الرقيق المغربل وتحك باليد حكاً جيداً حتى يزول صوفها لانها متى تركت تعلقت الزريعة بعضها ببعض او يعمد الى زبل الغنم فيفت فتا جيدا ويحك به الزريعة ثم تزرع كما يزرع الببنج 3 الا انها تخفف فى الزراعة حتى يكون بين حبة واخرى نحو شبر ثم تترك دون سقى حتى تنبت وتصير فى قد الاصبع او حدود الشبر ثم يدخل اليها وتخفف وتعدل وتحرك مرة بعد مرة ثم تسقى بالماء ثم ترجل وتنقش ثم تسقى يكون هذا دأبها الى اول اغشت ويكون سقيها فى كل خمسة عشر يوما، فاذا كان اول اغشت قطع عنها السقى ليلا يزداد النبات تنعما ويشتغل بنفسه عن الاطعام فاذا كان فى شهر شنتبر شرع فى جمعه بالغداة قبل ان يستحر الشمس لانه متى جمع فى الحر تكسر جدره واختلط بالصوف ولا يستطاع تخليصه منه فاذا جمع كما ذكرنا نشر للشمس لتخف ندوته لانه متى ضم واختزن دون ان يشمس خمج لذلك

ويوافقه من الارض بالاندلس الحرشا المحسومة لانه فى هذه الارض يسرع بنفعه ولا يتأخر عن وقته ويكثر حمله واما اهل صقلية فينتخبون له الارض الكريمة وقد يفعل هذا اهل السواحل بالاندلس وذلك موافق له فيها ان شاء الله تعالى.

صفة اخرى فى زراعته: هذه الصفة يعملها اهل الشام ووجهها ان تدبر ارضه قبل ذلك بعام بما امكن من انواع الزبل الطيب البالى الرقيق النقى من الحجارة وغيرها، فاذا ادمنت عمد اليها وخرقت بالحرث فاذا كان بعد تمام العام فى شهر ابريل هيئت الارض وثريت بالسقى واقيمت احواضا ثم حفر فى الارض حفرا لطافا نحو نصف الاصبع ثم يجعل فى كل حفرة من الزريعة حبتين او ثلاثاً ويكون بين حفرة واخرى نحو شبر ونصفه ثم يرد التراب {P.116 } على الزريعة وتترك كذلك بلا سقى حتى ينبت ويصير فى قد الاصبع فاذا صارت كذلك دخل اليها ونقشت نقشا جيدا ثم تترك كذلك وتعطش حتى تحتاج الى الماء حاجة بينة وهو يومئذ من حدود الشبر ثم يسقى ويترك ايضا كذلك حتى يعطش ثم يسقى ويكون بين سقية واخرى خمسة عشر يوما ويكون هذا دأبه الى اول اغشت ثم يقطع عنه الماء وهذا هو وقت ابتدائه بالترويس ويخلق القطن فى رؤوسه ويبتدأ بجمعه فى اول شتنبر ويمتثل فى جمعه وغير ذلك من شأنه ما ذكرناه قبل هذا ان شاء الله تعالى

زراعة العصفر
وجه العمل فى [فيه] ان تدبر ارضه وتحرث ارضه كما يفعل بأرض القثاء يبدأ بحرثها فى اول يناير ويحرث سكة وثانية حتى تطيب ارضه وتجرى وتنحل ثم تقام احواضاً على ما تقدم من الوصف فان كانت الارض ثرية زرع فيها والا ادخل عليها الماء واثريت وتترك حتى تجف قليلا ثم يزرع وتكون زراعته فى شهر فبراير فان فات ففى شهر مارس وتنزرع مائة حوض منه عشرون رطلا وينبغى ان يعاهد بالماء ويدخل عليه متى احتاجه فهو صلاحه وقد يزرع ايضا فى سواقى الكتان ويشرب الماء كما يشربه الكتان وقد يزرع ايضاً فى البعل لكن تحتاج ارضه من الخدمة اكثر من التى على السقى، والعصفر ضربان مشوك وغير مشوك وغير المشوك افضل من المشوك فى الجمع والصبغ وغير ذلك وتوافقه الارض الرطبة ويتنعم فيها ويصدق، الا انه يتأخر قليلا واكثر ما ينجب فى البلاد المعتدلة ذات الهواء الرطب وما ذكرناه هو وجه العمل فيه هـ.

زراعة الزعفران
وجه العمل فيه ان تقام الارض احواضا على ما تقدم ويخط فى تلك الاحواض خطوطا يكون فى غمق الخط منها ثلثا شبر {P.117} ونحوه ثم يوخذ بصل الزعفران ويجعل منها فى عرض الحوض ثلاث عشرة بصلة على صف وترتب فى الاحواض صفوفا يكون بين صف وآخر حدود الشبر ثم يرد التراب عليها ويدخل عليها بالماء ووقت هذا الغرس فى شهر مايه فان فات ذلك ففى شهر يليه وينبت فى اول اكتوبر ويوافقه من الارض السوداء المدمنة والرملة والحرشا المضرسة ولا ينبغى ان يكثر عليه بالماء لانه لا يحبه ومن شاء بصله ان ينتج ويكثر ويتردف بعضه على بعض فاذا صارت كذلك خفف ونقل من فدان الى غيره والزعفران لا ينجب الا فى البلاد الباردة خاصة

ومن احب ان يزرع على بصل الزعفران نباتاً يتم قبل نبات الزعفران فعل ذلك مثل الحبق ليلا تبقى ارضه معطلة وكذلك اذا انحطم ايضا فى زمن الصيف يزرع عليه اللوبيا والحبق والسمسم وان كان ذلك النبات يسقى فلا يضر ذلك ببصل الزعفران

وبالجملة فان الزعفران من النبات الصحراوى فمن اراد ان يرده بستانيا فوجه العمل فيه ما ذكرناه

زراعة الخشخاش
فوجه العمل فيه ان تقطع له الارض احواضاً على ما ذكرنا ويطيب كل حوض منها بقفة زبل ثم تزرع الزريعة فى الاحواض وتحرك بالتراب تحريكا جيدا يكون ذلك بمكنسة قد صنعت من العوسج وشبهه ثم تسقى بالماء سقية او سقيتين فاذا نبت النبات قطع عنه الماء فاذا كان فى شهر يناير نقش ونقى مما ينبت من العشب ويخفف ما التف منه ويجعل بين اصل وآخر مقدار ثلثى شبر واكثر من ذلك وتسقى بالماء من اول مارس مرة فى الجمعة فاذا كان فى نصف مايه قطع عنه الماء وعند ذلك ينور ويطيب ونوره ابيض ومنه صنف آخر نواره احمر وهذا هو الذى يصنع منه الافيون وهو المرقد وقد يزرع ايضاً فى اهداف الفول وغيره من الارض السوداء المدمنة واللئيمة المودكة ووقت زراعته اكتوبر هـ.

{P.118} زراعة الحنا
ووجه العمل فى زراعتها ان تقلب الارض وتدمن بالتراب الذى يتولد فى السواقى الجارية والآبار وهى الحمئة وتدبر الارض احواضا وتهيأ ثم تسمخ الزريعة

وصفة تمسيخها ان يجعل الزريعة فى الماء وادخل عليه اليد ويعرك عركاً جيدا حتى تتقشر من الغلاف البالى وتصير نقية نظيفة نحو زريعة التين ثم يوخذ منديل صوف صفيق ويخاط منه ثلثا ويصنع منه خريطة على قدر ما تسع الزريعة فى تلك الخريطة وتجعل للشمسس [للشمس] على لوح قد اميل الى طاقتان [طاقتين] من فوق وواحد من اسفلها وترش الزريعة بماء دفىء فاذا كان من الليل بسطت تحت الفرش ورقد على ذلك الفراش والزريعة تحته ليبلغ اليها الدفء يكون هذا دأبها حتى تنبت تكون بالنهار للشمس وبالليل تحت الفراش، فاذا نظر اليها قد طرفت فى الخريطة بالنبات فقد تم تمسيخها فيوخذ الديس عند ذلك ويبسط على وجه الاحواض ثم يطلق الماء عليها فيرتفع الديس على وجه الماء ثم توخذ الزريعة فتزرع على الديس لتنحبس فيه فاذا ذهب الماء نزل الديس فى الارض مع الزريعة وتواظب بالسقى ثمانية ايام متوالية ثم يرد السقى الى ثلاث مرات فى الجمعة حتى تنبت وتكون فى قدر الاصبع فاذا بلغت ذلك رد السقى الى مرتين فى الجمعة فاذا بلغت حدود الشبر دخل اليها بالمناقش فتنقش نقشا جيدا وينقى ما نبت فيها من العشب وتواظب كذلك الى شهر شتنبر ثم يوخذ فى قلعها فى هذا الشهر

وما قلع منها علق فى البيوت والاشجار بحيث لا تصيبها الشمس ويحتفظ بها الا يصيبها المطر حتى تيبس فاذا يبست نفضت من عيدانها ثم تطحن.

{P.119} وهذا هو العمل فى زراعتها بالاندلس ولا تبلغ فيها الى ان تنور الا اليسير منها فى بعض المواضع واما فى المشرق فتشجر عندهم وتبقى سنين وتزرع ومنه تجلب الزريعة الى الاندلس

زراعة شوك الدراجين
وجه العمل فيه ان تدمن من الارض بالزبل ثم تقطع وتقام احواضا ثم تزرع فيها الزريعة كما يزرع الخس الا انه اخف من زراعة الخس بمقدار الثلث ثم تحرك الزريعة بالارض وتسقى بالماء بعد ذلك وتكون زراعته فى شهر شنتبر فتزرع فى شهر نونبر وينقل نقله فى شهر مارس

ويوافقه من الارض الحرشا الجدبة التى لا رطوبة فيها ليأتى فيها قويا صلبا وتجنب به الارض السمينة وكل ارض مودكة ليلا يأتي لينا فلا ينجب فى الاعمال التى يتخذ لها

ووجه العمل فى تنقيله ان تخير له الارض التى وصفنا وتقام فيها احواضا ويحفر فيها حفر لطاف بالمناقش ويكون بين حفرة واخرى نحو الشبر ثم يقلع النقل من موضعه برفق ويغرس فى هذه الحفرات ويرتب فى الغراسة كتركيب [كترتيب؟] نقل الخس ثم يدخل عليه الماء ويتعاهد له مرة فى الجمعة والذى يوافقه من الماء الحلو وينبغى ان لا يكثر عليه بالماء كما ذكرناه قبل هذا، وهو نبات يعظم كثيرا ووقت حصاده اول غشت وهو احسن ما يكون لحصاده ان شاء الله تعالى


 

1 لعلها: زاك

2 بياض بالاصل

3 كذا بالاصل ولعله تحريف القمح

تسمية أبواب هذا الكتاب وهي ستة عشر بابا الباب الأول: في ذكر المياه الباب الثاني: في ذكر الأرضين الباب الثالث: في ذكر السرقين (السماد) الباب الرابع: في اختيار الأرض وتدبيرها الباب الخامس: في غرس الثمار الباب السادس: وهو باب جامع لمعرفة كيفية ضروب الغراسات الباب السابع: في تشمير الثمار (تشذيب الأشجار) الباب الثامن: في تركيب الثمار بعضها من بعض (التلقيح) الباب التاسع: وهو باب جامع لبعض معاني التركيب وأسراره وغرائب من أعماله الباب العاشر: في زراعة الحبوب من القطاني وما أشبهها الباب الحادي عشر: في زراعة البزور المتخذة لإصلاح الأطعمة مثل التوابل وما أشبه الباب الثاني عشر: في زراعة القثاء والبطيخ وما أشبههما الباب الثالث عشر: في زراعة البقول ذوات الأصول الباب الرابع عشر: في زراعة خضر البقول الباب الخامس عشر: في زراعة الرياحين ذوات الزهر وما شاكلها من الأحباق الباب السادس عشر: وهو باب جامع لمعان غريبة ومنافع جسيمة من معرفة المياه والآبار واختزان الثمار وغير ذلك مما لا يستغنى عنه أهل الفلاحة