Ibn Baṣṣāl, Kitāb al-qaṣd wa’l-bayān.


[P.87] الباب السادس وهو باب جامع لكيفية ضروب الغراسات والعمل فى التكابيس

وجه العمل فى ذلك ان يعمد الى كل ما ينبت من الفروع حول الثمرة بعد ان يحفر من اصول الثمرة حفرا على هيئة القنوات والسواقى ثم تمد تلك الفروع التى تنبت حول الثمرة فى تلك القنوات على قدر ما تعطيك ان تمدها وتغطى بالتراب ويخرج طرف الفرع حيث انتهى وما امتد بعد من الثمرة كان احسن ثم يترك على تلك الحال عامين ثم تنقل بعد ذلك الى المكان الذى يراد غرسها فيه فاذا كان وقت غرسها قلعت بخرزتها وما لصق فيها من التراب كما هى ويكون فى عمق الحفرة ثلاثة اشبار ويكون سقيها على نحو ما ذكرناه قبل هذا فى الانقال، وكذلك يفعل فى تكابيس الزيتون ايضاً، الا انه يوتى الى الفروع التى حول الزيتونة وتكبس تحت الارض من موضعها التى قامت منها ويدارسها حول الثمرة وتكون مستديرة حولها وتترك كما هى عامين كما ذكرنا فى سائر الثمار ثم تنقل بعد ذلك وهذا التكبيس باب جيد فى الغراسة قوى ثابت ولقوته يستعمل وينقل فى وقت من اوقات السنة الا ان الاحسن فى الزمان ان تقام تكابيسه فى شهر فبراير، وان كان فى غيره لم يضره ان شاء الله تعالى.

وتنقل تكابيس شجر التين فى النصف من شهر مارس وتغرس تكابيس الجلوز فى شهر يناير وفيه ايضاً تغرس نواميه وان تأخرت التكابيس الى بعد يناير لم يضرها ذلك ان شاء الله تعالى.

{P.88} فصل والاشجار التى توخذ ملوخها هى: الزيتون والتوت وشجر التين والتفاح والرمان والجلوز والرند وقضيب العنب وما اشبه هذه الاشياء وجه العمل فيها ان يقصد منها الى القضبان الملائمة النابتة [الثابتة؟] وتملخ من الثمرة ويحفر لها حفر كحفر قضيب العنب يكون فى طوله [طولها؟] ثلاثة اشبار وفى عمقها مثل ذلك وتوخذ الملوخ وتبسط فى قاع الحفرة ويقام ما بقى منها مع طول الكعب وهى جبهة الحفرة وترد التراب عليها ولا تملأ الحفرة منه اول مرة حتى تسقى بالماء مرة وثانية ثم تملأ بالتراب بعد ذلك وانما شرطنا ان يكون فى الحفرة ثلاثة اشبار ليلا يصل اليها من قوة الهواء شىء وتتغذى بلطيف ما يحلل الماء من جرم الارض كما تتغذى اذا كانت فى الثمار واذا ملئت الحفرة من التراب على ما وصفنا فينبغى ان لا يدلس التراب حولها الا شيئاً يسير [يسيرا؟] الا انه ان فعل ذلك بها وضرب اللحاء اسفلها وجدت الارض عليه شديدة فلا تكون له نهضة من اجل ذلك وينبغى ان اخذت الملوخ من الثمار الا تغرس الا فى الارض التى توافقها والا لم تلقح هذا هو وجه العمل فى كل ملخ يوخذ من الثمار ان شاء الله

فصل: واما النوى وذلك مثل الجوز واللوز والفستق والحب والخوخ وعيون البقر والزفيزف وما جرى مجراها فوجه العمل فيها ان تغذيه الارض التى يغرس فيها والقصارى ويجعل فيها من التراب ما يصلح لكل نوى ويجعل عليه من الرمل مقدار اربعة اصابع لا اكثر من ذلك لانه ان كان اكثر من ذلك لم يصل اليها حر الشمس الذى يجذب رطوبة النوى ويخرج فروعه وقد يكون الرمل عليها اقل من اربعة اصابع فلا يضرها ذلك

 

 

تسمية أبواب هذا الكتاب وهي ستة عشر بابا الباب الأول: في ذكر المياه الباب الثاني: في ذكر الأرضين الباب الثالث: في ذكر السرقين (السماد) الباب الرابع: في اختيار الأرض وتدبيرها الباب الخامس: في غرس الثمار الباب السادس: وهو باب جامع لمعرفة كيفية ضروب الغراسات الباب السابع: في تشمير الثمار (تشذيب الأشجار) الباب الثامن: في تركيب الثمار بعضها من بعض (التلقيح) الباب التاسع: وهو باب جامع لبعض معاني التركيب وأسراره وغرائب من أعماله الباب العاشر: في زراعة الحبوب من القطاني وما أشبهها الباب الحادي عشر: في زراعة البزور المتخذة لإصلاح الأطعمة مثل التوابل وما أشبه الباب الثاني عشر: في زراعة القثاء والبطيخ وما أشبههما الباب الثالث عشر: في زراعة البقول ذوات الأصول الباب الرابع عشر: في زراعة خضر البقول الباب الخامس عشر: في زراعة الرياحين ذوات الزهر وما شاكلها من الأحباق الباب السادس عشر: وهو باب جامع لمعان غريبة ومنافع جسيمة من معرفة المياه والآبار واختزان الثمار وغير ذلك مما لا يستغنى عنه أهل الفلاحة