Ibn Baṣṣāl, Kitāb al-qaṣd wa’l-bayān.


[P.163] الباب الخامس عشر فى زراعة الرياحين ذوات الزهور وما
شاكلها من الاحباق وسائر الشجر

زراعة الورد
وجه العمل فيه ان تطيب الارض وتقام احواضا وتزرع فيها زريعة الورد كما يزرع القمح ثم يبسط على الارض من الرمل مقدار غلظ الاصبع ويسقى بالماء وتكون زراعة الزريعة فى شهر يناير وتسقى بالماء مرتين فى الجمعة. يكون هذا دأبه الى ان يدخل عليه فصل الخريف وهو ابتداء الهواء البارد فيغذى به وبالشتاء بعد ويأتى هذا النبات قويا متمكنا الا انه يتأخر بالاطعام الى ثلاثة اعوام ويجود الورد فى كل مكان من اجل اعتداله اذا صحب الماء الكثير.

فصل: وقد يغرس الورد فيكون ذلك اعجل لنفسه، ووجه العمل فيه ان تطيب له الارض احواضا فى طول الحوض اثنا عشر ذراعا وفى عرضه1 اربعة اذرع وتخط مع طول الحوض ثلاثة خطوط يحفر فى كل خط منها عشرة حفر نحو شبر ثم يقلع عند ذلك قلعا حسنا ويجعل فى كل (حفرة) من تلك النقل ثلاث فى كل واحد كما هى باصولها، ويرد التراب عليها فاذا كمل الغرس اطلق عليها الماء وسقى سقيتين او ثلاثا ثم يترك لان امطار الخريف والشتاء تغذوه، لان غرسه انما يكون فى اكتوبر الى شهر نونبر فان فاته شهر نونبر غرس فى يناير وهو آخر مدته وان كان فيه {P.164} ورق وقت غرسه فلا يلتفت الى ذلك واوفق الاوقات الى غراسته شهر اكتوبر لانه فى ذلك العام تظهر بركته ويبدو صلاحه واذا قلع الورد من الارض التى كان فيها ثم سقى موضعه الذى كان فيه بعد ان تقام فيه الاحواض نبت فيه ورد غيره ويتنعم الا انه لا يطعم فى ذلك العام بل يتأخر الى العام الثانى ويستوفى ما فاته ويكون احسن واجود واقوى

صفة اخرى فى غرسه: وهى غرس حصيده ووجه العمل فيه ان تحصد الورد فى شهر اكتوبر ويترك منه نحو الذراع ثم يوخذ الذى حصد من الورد ويبسط فى المكان الذى يراد غرسه فيه، ثم يرد عليه التراب ويكون ارتفاع التراب عليه ثلاثة اصابع ويسقى بالماء مرتين او ثلاثا ثم يترك لان امطار الشتاء والخريف تغذوه لانه يكون غرسه الى حين حصاده وذلك فى شهر اكتوبر ولا يحتمل ان يحصد فى شهر يناير لان الماء قد يجرى فيه ذلك الوقت وقد يحصد فى نونبر وهو آخر مدته فى الغراسة

فصل: وقد يحتال للورد حتى يطعم مرتين فى العام فى الربيع والخريف، ووجه العمل فيه ان تعطشه طول مدة الحر كله ولا تدخل عليه من الماء قليلا ولا كثيرا فاذا كان فى اول غشت سقى بالماء واكثر عليه مرة بعد اخرى فانه يلقح بذلك لقحا جيدا ويصير فى ذلك اللقح وردا ويأتى وقته فى شهر اكتوبر، فهذا وجه العمل فيه وقد يفعل مثل هذا التفاح وبعض الثمار ولا سيما اذا كان الخريف رطبا. والورد اصناف كثيرة وكلها تحتاج الى العمارة والسقى وبذلك يتم صلاحه.

زراعة الخيرى
هذا النبات ينقسم الى ثمانية اصناف والعمل فها كلها واحد ووجه ان تعمد الى الارض الحرشا الجذبة التى لا رطوبة فيها بوجه وتقطع احواضا ثم يزرع فيها الزريعة فاذا نزل على تلك {P.165} الارض مطر وقت زراعته كفاه واستغنى عن السقى وتكون زراعته فى اغشت وهذا الذى يراد ان يكون نواره فى بعض الشتاء والربيع كله وينبغى ان يقصد به الاماكن الظليلة حيث لا نأخذ الشمس النهار كله واذا زرع فى شهر مارس اتى نواره كله فى الخريف والشتاء

فصل: وينبغى ان يحتفظ بهذا عند جمعه وذلك انه نور فى الفرع ثلاث ورقات او اربع فيأتى من لا علم له به، ويقطع الفرع كله من اجل ذلك ويدخل عليه الضرر ويفنى النوار وينقطع سريعا والوجه الحسن فى ذلك ان يوخذ ورق القصب على قدر ما تريد ان تصنع من الشمامات ثم تجعلها للشمس حتى تجف رطوبتها وينقبض الورق ويغسل فاذا صارت كذلك عمد الى الخيرى وجمع نوره وورقه ويسمى هذا بالمنثور وتحمل فتل الورقة من القصب وتجعل ذلك النوار فى جانب منها ويرجع الفتل عليها كما كان قبل وتصنع من ذلك شمامات تجمع من ورق القصب عشرا فى واحد او اكثر ان احببت ويأتى حسنا ان شاء الله

زراعة البنفسج
البنفسج جبلى وبستانى فالجبلى رقيق الورق ازرق اللون والبستانى عريض الورقة ووجه العمل فيه ان تصنع له الارض احواضا على ما تقدم ويعمد الى الارض الجردا مثل تراب الحيطان البالية القديمة ويخلط مع شىء من رماد الحمام ويحرك بعضه ببعض حتى يمتزج ويجعل فى كل حوض منه قفتان ويطيب به الاحواض ثم تدخل عليها الماء وتثرى به فاذا طاب الثرى قصد الى النقل من البنفسج ويحاز من اصوله وتقطع الفروع المتعلقة منه بالمقص لانها فورع كثيرة تتعلق بعضها ببعض وترتب صفوفا فى الاحواض يكون فى كل حوض منها اربعة صفوف بطوله ويكون بين اصل وآخر حدود الشبر ولا يدخل من النقل تحت الارض غير طرف {P.166} الاصل فاذا كمل غرسه ادخل عليه الماء وسقى به ثم يتعاهد به مرتين فى الجمعة يكون هذا دأبه حتى ينبت، فاذا نبت قطع عنه الماء وتكون غراسته فى اول نونبر واذا غرس فى هذا الوقت لم يفت من نوار هذا العام شىء واوفق المواضع له التى لا يأخذها الشمس مثل ان يغرسها بين الثمار التى ورقها مثل الاترج والنارنج والرياحين ويوافقه ايضا الحيطان المظلة فى الحر. ويوافقه من الارض اللينة الرطبة المودكة والارض السوداء المدمنة والارض الرملة الحرشا الجبلية ولا توافقه الارض الغليظة من اجل حرارتها.

فصل: وقد تزرع زريعة البنفسج ووجه العمل فى اخذها وزراعتها ان يعمد اولا الى اصوله وينقش ويتلطف بها فاذا صار الاقماع ترك الى شهر اغشت فاذا جاز عليه هذا الشهر جمعت تلك الاقماع وتوخذ الزريعة منها فمن احب ان يزرعها فليقصد الى الاماكن الموصوفة فى الباب قبل هذا وتقام فيها لاحواض وتطيب بالتراب كما وصفنا وتزرع الزريعة فى الشهر الذى تزرع فيه وهو اغشت ولا تؤخر الى غيره، لانه ان ترك لفصل الربيع دخل عليه الحر وهو متحيز غير متمكن فيقطعه فاذا زرعت الزريعة ادخل عليها الماء ويحيز هذا فى الخريف فاذا جاز حصد ولا يقلع لانه ان قلع قلعت معه الزريعة فاذا كان فى شهر نونبر نبت البنفسج ان شاء الله.

غراسة السوسن
وجه العمل فيه ان يوخذ بصله ويغرس فى سواقى الماء وتقام له احواضا على ما تقدم ووقت غراسته فى اول مايه وذلك عند تمام النوار منه وانصراف المادة الى اصله فان فات شهر مايه ففى شهر يونيه، ووجه العمل فيه ان يحفر لكل بصلة منها حفرة يكون فى عمقها شبر وتجعل فيها البصلة وترد التراب عليها، ويكون بين واحدة واخرى ثلاثة اشبار ويواظب بالسقى مرة فى الجمعة طول مدة الحر وبعض الخريف، فاذا دخل عليه فصل البرد {P.167} قطع عنه الماء لان الامطار تغذوه ثم يبدأ بسقيه من ابريل ويوافقه من الارض السوداء المدمنة ولا توافقه الارض الغليظة فان دعت الضرورة لها فليحلل بالرماد والرمل لترق وتسلاس ويوافقه من الماء الحلو والماء الرطب المشروب

فصل: وقد يتخذ السوسن من زريعته ووجه العمل فيه ان تترك من السوسن النور ما احببت حتى يكمل نوره وتتخلق فيه الزريعة وهو الاصبغ الذى يخرج فى وسط النوار فاذا صارت كذلك اتخذت الزريعة منه ثم تقام له الاحواض فى الارض السوداء المدمنة على ما تقدم ثم تزرع زريعة البصل الذى يوكل ثم يدخل عليها الماء وتسقى وتواظب بالسقى وتتعاهد به الا تجف له الارض ويكون الثرى عليها متصلا مدة الحر الى أن يدخل عليه فصل الخريف فيخف عنه الماء ويقطع عنه فى الشتاء جملة لان الامطار تغذوه فى ذلك الوقت وتكون زراعته فى اول غشت ويكون هذا دأبه الى ان يلحق وذلك بعد ثلاثة اعوام

غرس البهار
وجه العمل فيه ان يوخذ بصله ويمتثل بها ما وصفناه فى غرس السوسن حرفا بحرف وكذلك العمل فى زريعتها ايضا كما ذكرناه فى زريعة السوسن. والبهار ذو نوار ابيض

غرس النرجس
النرجس نوار اصفر ووجه العمل فيه ان يستجلب بصله من المروج وتقام له الاحواض على ما تقدم وتحفر فيها حفر يكون عمقها نحو نصف الشبر ويوخذ من بصله ثلاث او اربع وتوضع فى حفرة واحدة ثم يرد التراب عليها وتسقى بالماء وتكون غراسته فى شهر مايه فان فات ففى شهر يونيه ويوافقه من الارض الحرشا اذا صحبه الماء الكثير وجملة العمل فيه ما تقدم فى السوسن

{P.168} فصل: ومن اراد اخذ زريعته فليتركه حتى ينحطم وذلك فى شهر مايه ويزرعها فى شهر يونيه ويمتثل فى زريعة الزريعة ما ذكرناه فى زراعة السوسن ان شاء الله

غرس الحبق القرنفلى
هذا النوع من الاحباق هو افضلها واطيبها نشرا2 ويستعمل فى الادوية كدواء المسك وغيره على انه ليست له من البهجة ولا حسن النظر ما لسائر انواع الحبق ورقه ذات زغب وله سنابل رقاق فى قد الاصبع او نحوه والعمل فى زراعته ان تقطع له الارض وتقام احواضا على ما تقدم ثم يوخذ الزبل الرقيق البالى ويغربل بالسرند ويطرح منه فى كل حوض قفتان ثم تحرك الارض تحريكا جيدا حتى يمتزج بعضه ببعض ثم تزرع الزريعة فيما ويحرك التراب عليها بالمكنسة لتستتر الزريعة وتكون المكنسة لينة ثم يدخل عليه الماء دخولا رقيقا ليلا يذهب بالزريعة من مكان الى مكان آخر وتسقى بالماء سقيتين او ثلاثا حتى تنبت ويعتدل النبات ثم يترك حتى يرى انه محتاج الى الماء ويعرف ذلك بما يعلوه من الدهمة فيسقى عند ذلك ويواظب بالسقى مرتين فى الجمعة الى ان يكون النقل من قد الاصبع ثم ينقل ووقت زراعته شهر مايه وتزرع ثلاثة احواض من هذه الزريعة اوقية واحدة وذلك لاجل دقتها ويوافقه من الارض اللينة الرقيقة والبيضاء الحلوة ومن المياه العذبة الحلوة

فصل: وصفة تنقيله ان يعمد الى الارض الرملة وتقطع وتقام احواضا على ما تقدم ثم يوخذ النقل من موضعه برفق ويغرس فى هذه الاحواض ويرتب فى كل حوض منها خمسة صفوف يكون فى كل صف عشرون اصلا فتسقى بالماء مرتين او ثلاثا فاذا نبت النقل وتمكن قطع عنه الماء ثم يدخل اليه وينقش نقشا خفيفا {P.169} ويترك حتى يرى انه محتاج الى الماء فيسقى عند ذلك ويتعاهد بالسقى مرتين فى الجمعة الى ان يطيب ويعتدل ووقت تنقيله شهر يونيه وفى آخره وهكذا يزرع سائر انواع الاحباق الا انه اذا غلظت الزريعة زيد منها فى زراعة الاحواض على هذا المقدار الذى ذكرناه مثل الحبق الصنوبرى والحباحى فانه يزرع منه فى الحوض الواحد ثلاث اواق منها

فصل: وقد يغرس فروع الحبق ايضا وهو وجه حسن من العمل الى ان القليل يصير به كثيرا ووجه العمل فيه ان يقصد الى النبات الذى نبت من الزريعة بعد تمكنه ونباته وقد صار من حدود الشبر ونحوه فيحصد بالمقص حصدا مستويا ويترك من اصوله على وجه الارض حدود الاصبع، ثم تقام الاحواض فى الارض الرملة ويجعل فيها من الزبل ويرتب ذلك الحصيد فيها صفوفا يكون فى كل حوض منها خمسة صفوف فى كل صف عشرون اصلا فاذا كملت الغراسة على ما وصفناه سقيت بالماء مرة وثانية حتى تنبت فاذا نبتت والقت فروعها قطع عنها الماء ويترك حتى يحتاج اليه كما ذكرناه فاذا كان ذلك دخل اليه ونقش نقشا خفيفا ثم يدخل عليه الماء ويواظب به مرة فى الجمعة يكون هذا دأبه الى ان يكمل ويعتدل وبهذا العمل يصير من القليل كثيرا بإذن الله

زراعة المرزنجوش
وجه العمل فيه ان نقطع له الارض وتقام احواضا على ما تقدم ويجعل فى كل حوض من الاحواض شىء من الزبل ثم تزرع الزريعة فيها ويحرك التراب عليها باليد او بالمكنسة اللينة ثم يدخل عليها الماء دخولا لينا وتسقى بالماء مرتين او ثلاثا الى ان تنبت ويعتدل النبات فاذا اعتدل قطع عنه الماء ويترك حتى يحتاج اليه، ويعلم ذلك بما قدمناه من العلامة فاذا كان كذلك دخل اليه ونقى من عشبه الذى يقام فيه ويسقى بالماء ثم يتعاهد به مرة فى الجمعة {P.170} وتكون زراعته فى شهر فبراير وتتمادى زراعته الى اول مايه ويزرع من الاوقية ثلاثة احواض.

فصل: فاذا بلغ المرزنجوش الى الحد الذى ذكرناه وصلح للقلع والغرس اخذ عند ذلك فى تنقيله وتقام الارض احواضا على ما تقدم ويقلع النقل ويغرس فى هذه الاحواض وترتب صفوفا يكون فى كل حوض منها اربعة صفوف بطول الاحواض ويجعل بين اصل وآخر حدود الذراع ويغرس من النقل اربع فى واحد ثم يدخل عليها الماء وتسقى به مرة وثانية حتى ينبت النقل ويتمكن ويفرع ويظهر فيه الاعين فيقطع عنها الماء عند ذلك ويترك حتى يحتاج اليه ثم يسقى بالماء ويتعاهد بالسقى مرة فى الجمعة طول مدة الحر فاذا كان فى فصل الخريف خفف عنه السقى فاذا دخل الشتاء قطع عنه لان الامطار تغذيه. ويوافقه من الارض السوداء المدمنة واللينة الرطبة المودكة وهذا النبات لا يسقط ورقه فى فصل البرد لحرارته والله أعلم.

زرارعة الترنجان
وجه العمل فيه ان تقام الارض وتقطع احواضا على ما تقدم ويلقى فى كل حوض قفتان من الزبل الرقيق البالى ثم تزرع الزريعة فى الاحواض ويحرك التراب عليها وتسقى بالماء مرتين او ثلاثا الى ان تنبت وتعتدل ثم يقطع عنها الماء حتى ترى انها محتاجة الى الماء وذلك بما يعلوه من الدهمة والاظلام فيسقى بالماء عند ذلك ويتعاهد مرتين فى الجمعة وتكون زراعته فى شهر فبراير ويوافقه من الارض السوداء المدمنة واللينة الرطبة المودكة

فصل: ومن اراد ان ينقله فلينظر اليه اذا صار اكبر من الاصبع فيصنع له احواضا كما ذكرنا ثم يرتب النقل فيها صفوفا يكون فى كل حوض اربعة صفوف ويكون بين اصل وآخر حدود الشبر ويكون غرس النقل ثلاثة فى واحد واربع ثم يسقى بالماء {P.171} ويتعاهد به على حسب ما ذكرنا وهكذا يصنع بنقل النعنع والصندل لمن احب غرسه ويكون هذا فى شهر ابريل وقد يغرس ايضا فى شتنبر وهو احسن، والترنجان يعمر فى ارضه سنتين واذا صلح للحصاد حصد وازداد بذلك طيبا وكثر تولده.

ومن بعض خواصه اذا دق ورقه وطليت به الاجباح الفتها النحل واتت اليها من كل مكان.

زراعة الفجين3
وجه العمل فيه ان تقطع له الارض احواضا وتجعل فى كل حوض من الزبل الرقيق البالى قفة او قفتين ثم تزرع الزريعة فى تلك الاحواض بعد ان تطيب بالزبل المذكور وتكون زراعته فى يناير فان فات ففى فبراير ومارس. فاذا زرعت الزريعة حركت بالتراب ثم يدخل عليها بالماء فتسقى مرة او مرتين حتى تنبت وتعتدل بالنبات ثم يرفع عنها السقى حتى يصير فى قد الاصبع فاذا صار كذلك نقى من عشبه وسقى بالماء ثم يوخذ فى تنقيله ويرتب فى الارض التى ينقل اليها صفوفا ويجعل بين اصل وآخر قدر ذراعين ويسقى بالماء عند الغراسة سقيتين او ثلاثا حتى يتخذ وتتمكن اصوله وينبت فاذا صار كذلك دخل اليه ونقش نقشا خفيفا ويترك حتى يحتاج الى الماء ويسقى ويتعاهد بالسقى مرة فى الجمعة طول فصل الربيع والصيف وكذلك الخريف فيه ويوافقه من الارض السوداء المدمنة واللينة الرطبة المودكة ويصلح فيها ويأتى على هذه الرتبة عريض الورقة رخصا ناعما وهو المستحسن منه.

زراعة الخطمى
وجه العمل فى زراعة الخطمى ان تحفر فى الارض حفرة لطيفة من حدود الاصبع وتجعل فى الحفرة من الزريعة حبتين او {P.172} ثلاثا وتغطى بالرمل ويكون مكانها على مجارى المياه ويترك فى الموضع اصل واحد ويجعل بين شجرة واخرى نحو عشرة اذرع لان شجره يعظم وقد يركب فيه التفاح وتكون زراعة الخطمى فى شهر شتنبر خاصة ويوافقه من الارض السوداء المدمنة واللينة الرطبة هـ.

زراعة البابونج
وجه العمل فيه ان تقام له الاحواض ثم تزرع الزريعة فيها ثم تحرك بالارض فان وافق عند زراعتها نزول الماء عليها والا سقيت مرة او مرتين حتى تنبت ويعتدل النبات ثم يقطع عنه السقى وينقى من عشبه ووقت زراعته شهر يناير فان كان الربيع الذى يدخل عليه ذلك العام رطبا من الماء لم يحتج الى سقى وان كان قليل الماء سقى مرة او مرتين حتى ينور ويعتدل بالنوار فاذا بلغ الى ذلك قلع واستعمل ويوافقه من الارض السمينة وان كانت ندية كانت احسن له واوفق ان شاء الله

وهكذا يزرع اكليل الملوك4 ايضا على نحو ما ذكرناه فى البابونج والعمل فيه متقارب.

زراعة الاسفتنين5
وجه العمل فيه ان تقام الاحواض وتطيب بالزبل البالى يجعل فى كل حوض منه قفتان ثم تزرع الزريعة فى الاحواض ويحرك عليها التراب باليد او المكنسة ثم تسقى بالماء ويواظب به حتى ينبت ويعتدل ثم يدخل عليه وينقش ووقت زراعته فى شهر فبراير ويوافقه من الارض السوداء المدمنة واللينة الرطبة المودكة ويوافقه من الماء الرطب وهو نبات يعمر سنتين وقد تغرس ملوخه ايضا وتنجب وهو نبات له منافع معروفة.


 

1 فى الاصل: طوله

2 فى الاصل: نثرا

3 هكذا فى الاصل مشكولا بضم الفاء وفتح الجيم وسكون الياء، ولعله الفيجن

4 بهامش المخطوط نور اصفر معروف بامديدش

5 لعله: افسنتين

تسمية أبواب هذا الكتاب وهي ستة عشر بابا الباب الأول: في ذكر المياه الباب الثاني: في ذكر الأرضين الباب الثالث: في ذكر السرقين (السماد) الباب الرابع: في اختيار الأرض وتدبيرها الباب الخامس: في غرس الثمار الباب السادس: وهو باب جامع لمعرفة كيفية ضروب الغراسات الباب السابع: في تشمير الثمار (تشذيب الأشجار) الباب الثامن: في تركيب الثمار بعضها من بعض (التلقيح) الباب التاسع: وهو باب جامع لبعض معاني التركيب وأسراره وغرائب من أعماله الباب العاشر: في زراعة الحبوب من القطاني وما أشبهها الباب الحادي عشر: في زراعة البزور المتخذة لإصلاح الأطعمة مثل التوابل وما أشبه الباب الثاني عشر: في زراعة القثاء والبطيخ وما أشبههما الباب الثالث عشر: في زراعة البقول ذوات الأصول الباب الرابع عشر: في زراعة خضر البقول الباب الخامس عشر: في زراعة الرياحين ذوات الزهر وما شاكلها من الأحباق الباب السادس عشر: وهو باب جامع لمعان غريبة ومنافع جسيمة من معرفة المياه والآبار واختزان الثمار وغير ذلك مما لا يستغنى عنه أهل الفلاحة